اعترف أنني في كثير من الأحيان أختبئ وراء الكلمات، أضعها درعًا يحميني من مشاعر قد تكون أكثر من أن أحتملها. أعترف أنني أبحث عن معنى في كل زاوية، أجد راحتًا في التفاصيل الصغيرة، في تلك اللحظات التي يظن فيها الآخرون أنني بعيد، بينما في أعماقي أعيش في عالم من المشاعر العميقة، في حوارٍ داخلي لا يسمعه سواي.
أعترف أنني أكتب لأسكت، لتهدأ زوبعة الأفكار التي لا تتوقف، ولا أكتب فقط لتبقى الحروف أمام ناظريك.
أعترف أنني في لحظات كثيرة أبحث عن الحقيقة بين سطور الكلام، وأريد أن أجد في كلماتك ما يجعلني أؤمن أن كل شيء له معنى في هذا الكون.
لكن، أعترف أيضًا أنني أتمسك بالصمت أكثر من الكلمات أحيانًا، لأن الكلمات قد لا توصل دائمًا ما نريد، بينما الصمت يحمل في طياته معانٍ لا نحتاج إلا لأن نفهمها بأنفسنا.
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!
• أعترف أنني أبتسم أحيانًا وأنا أختنق، فقط لأقنع العالم أنني بخير.
• أعترف أنني أشتاق لأشياء لم أعرفها يومًا، وأبحث عنها في زوايا الذاكرة وكأنها كانت يومًا لي.
• أعترف أن قلبي لا يزال يتوقف للحظة كلما تذكرت تلك النظرة، تلك اللحظة التي بدا فيها الزمن وكأنه توقف فقط ليجمعنا.
• أعترف أنني أخاف من الصمت الذي يخلفه غيابك، لكنه في الوقت ذاته هو ملاذي الوحيد لأفكر بك دون إزعاج.
• أعترف أنني كتبت مئات الرسائل ولم أرسلها، ليس خوفًا من الرد، بل لأنني أعرف أن الكلمات لن تكون كافية.
• أعترف أنني أحببت الحزن يومًا لأنه الوحيد الذي عرف كيف يحتضنني دون أن يسأل.
• أعترف أنني أهرب من كل شيء، إلا من قلبي الذي يحمل صورتك دائمًا في جيبه الخلفي.
وهكذا أُطلق هذه الاعترافات في الهواء، خفيفة كالأسرار، عابرة كالغيم، تنتظر أن تجد من يلتقطها .
أعترف أنني في بعض الأحيان أجدني أسيرًا في مسارات أفكاري، أنقض على الأمل كمن يقبض على الرمال، وأحيانًا أتساءل ما الذي يجعلني أكتب هذه الكلمات الآن؟ هل هي الحروف التي تعلمت أن أفرغ فيها كل شوق أو حزن؟ أم أنني أعترف لمجرد أنني أريد أن أعيش في كل كلمة شيء من الأبدية، شيء يمكن أن يبقى حتى بعد أن تندثر كل الذاكرات.
أشعر وكأنني أقف على حافة اعتراف كبير، حيث تختلط في داخلي مشاعر الإعجاب بالتردد، والشجاعة بالخوف.
أريد أن أقترب وأصارح، أن أكشف عن دفء المشاعر التي أخفيها، لكن الفكرة بأنني قد أصطدم بجدار الإجابة تُثقل قلبي. أحيانًا، الخوف من الرفض يبدو أقوى من رغبة المحاولة، وكأن الصمت أهون من ألم الانكسار.
لكن في الوقت ذاته، هناك صوت صغير داخلي يهمس:
‘ربما، فقط ربما، تكون البداية المنتظرة خلف هذا الحاجز.’