لا يَخَاف مَن له أبّ فَكَيَفَ بِمَنّ لَهُ رَبّ ..!
يقول تعالى في سُُورةِ الطلاق : ( لا تدري لعَل اللهُ يُحدِثُ بعدَ ذلِك أمرًا ) !
قرأنا هذه الآية مرارًا وتكرارًا . . فَهلا توقفنا عِندَها وتدبّرنا قول العزيز !
لو تدبرنا معناها بالشَكِل المطلوْب ، وعملنا بمقتضاها . .
لما رأيت مهمومًا أو ممتَعِضًا قَطّ على وجه الأرضِ !
فإنها والله . . تَجلُب التفاؤل ، والثِقَةِ بالله . . والرضَا بالأقدَار
كيفَ نتساهل بأمر القدَر . . ؟ !
وَدِنَنَا الحَنِيف يخبِرنا أن أحَد أركَان الإيمَان : أن تؤمِن بالقَدر خَيِرهِ وشَره
كَيّفَ تَضِيق واللهُ ربُّك ؟ !
كَيفَ تحزْن واللهُ معّك ؟ !
كيّفَ تَتَألم من القَدّر واللهُ أرسَله لك ؟ !
الإيمانُ بالقَدر مَلزومٌ به فالله خَالق الخَيّر والشّرْ . . كُل مَا دَخَلَ فِي الوجُود مِن خيِرِ وشَر فهُوَ بِتقْديِر الله جّل وعلا
فالخير من أعمال العباد بتقدير الله تعالى ومحبته و رضاه ، والشرّ من أعمال العباد بتقدير الله لا بمحبته ولا برضاه .
يَقول تَعالىَ : ( اللهُ خَالق كُلّ شَيّ )
روى الإمام مسلم في الصحيح أن المشركين
خاصموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القَدَر
فأنزل الله عز وجل قوله :
( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )
كُل شَيّ خلقَه الله بِقدّر .. وبتدبير أزليقَال أحَدُهمْ [ القَدَرُ : يعني تدبير الله الأشياء على وجه مطابق لعلمه الأزلي ومشيئته الأزلية فيوجدها في الوقت الذي علم أنها تكون فيه فلا أحد ولا شيء يمنع ذلك من أن يحصُل ،
إذا شاء الله أن يحصُل ، ولا أحد ولا شيء يؤخر ما شاء الله حصوله عن الوقت الذي شاء الله تعالى أن يكون فيه ]