" أرأيت ذلك الشعور الذي تتركه في صدر أحدهم ؟
سيضعُ الله في صدرك شعورًا مثله تمامًا ، فلا تمدنّ لغيرك سوى ما تحب أن يُمدّ لك ،
فهنالك قانون يسمى بـ"الدوران" لا يتجاوزه أحد ،
وثِق تمامًا أن كل ما تفعله للآخرين سيعودُ إليك لا محالة ولا بدَّ للمرء أن يرتوي من نفس كأس أفعاله ،
فأحسن مشربك "
" الشيء الوحيد الذي أتمنّاه من بين كل الأشياء ،
أن أموت موتةً طيّبةً في مكانٍ طيّب على حالٍ طيّب يُرضي الله عزّ وجل ،
أتمنى فعلًا أن يُسخر الله لي بعد موتي أناس يدعون لي بلا مللٍ أو كلل ،
يتصدقوا عني وتكون سيرتي حسنة بينهم ،
أسأل الله أن يرحمني وإياكم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض "
" تأمّلت في النعم فوجدت أن من أعظم النعم التي قد لا يتفطّن لها الكثير ،
نعمة الانشغال بالنفس وعدم الانشغال بما عند الناس ،
نعمة إقالة العثرة وحبّ الستر عليهم ، نعمة تمنّي الخير لهم وكفّ الأذى عنهم ..
وإنّ من أكبر الدلائل على صحة إيمان المرء أن يُحبّ لأخيه ما يُحب لنفسه "
كان لقمان رجلاً صالحاً آتاه الله العلم والفهم، فلخّص خبرته الطويلة خلال حياته على شكل نصائح لابنه، منها:
عدم الشّرك بالله:
حيث قال الله تعالى في سورة لقمان: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) فقد حذّر لقمان ابنه من أعظم الذنوب، لأنّ الهدف من خلق الإنسان توحيد الله تعالى.
برّ الوالدين:
حيث خصّ بالنصيحة برّ الأم فهي التي حملت ووضعت، وهي التي أرضعت وربّت ولدها حتى أصبح رجلاً.
استشعار رقابة الله:
فمهما كانت الرقابة قوية على الأولاد
لن تؤتي ثمارها إلّا اذا فُعّلت الرقابة الذاتية لديهم بالخوف من الله والاستحياء منه.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
يوصي لقمان ابنه بالدعوة لما يؤمن به ليُرسّخ إيمانه ويدفعه لفهم المعروف والمنكر بشكلٍ أوسع وأشمل.
عدم الكبر والخيلاء:
حيث حذّر لقمان ابنه من مرض خطير من أمراض القلوب يجعل صاحبه يشعر أنّه أفضل من الناس فيقلّل من احترامهم، فينال بذلك غضب الله وبغض الناس، كما قال الله تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).
ما أجمل تنهيدة "الحمدلله" التي تقولها لا شعوريًا بعد تحقيق أمرٍ انتظرته طويلاً ،
تِلك النبرة التي نبعت بصوتٍ مرتفع عاكسة صدى أفراح قلبك ،
تقولها مرّة وكأنك تشكر الله ألف ألف مرّة ،
ليس هنالك شيء أعظم من أن يكون حمد الله هو ردّة فعلك الأولى بعدما جُبر قلبك ..
لك الشكر يا الله على كل قلبٍ طاهرٍ وضعته في دربي ،
وكل صاحبٍ يُلملم سعادتي ويُشتّت حزني ، وكل صديقٍ استصغرتُ معه مصاعبي وركلت همومي ،
لك الشكر يا الله على حلاوة لقائهم رغم مرارة الحياة ،
وطيب أقوالهم رغم تصحّر الأخلاق ، وشهامة أفعالهم رغم جدب المروءات ..
لا يخفى على الله صدق محاولاتي في التّعافي من بعض الأمور التي أرهقتني بصمت ،
ويعلم عدد المرات التي سعيت فيها لأعثر على نجاة حقيقية تنقذني من عمق أحزاني ،
وأنني أدعوه كثيرًا لأتجاوزها وأنساها رغم أن منها لا يزال باقٍ في قلبي ويؤلمني ..!