عائلة تجتمع في رمضان بالدموع و تفترق بدمع أكثر

يعاني عدد كبير من المقدسيين من مشكلة سحب هويتهم الاسرائيلية التي
تخولهم للعيش في القدس فالسلطات الاسرائيلية تقوم بذلك اذا سكن المقدسيون
خارج حدود المدينة .

عائلة الاسمر في القدس تمزقت نتيجة هذه السياسة فالأطفال في الاردن
و الأب و الأم في القدس و بعد التوجه إلى المحاكم فقد تمت الموافقة على زيارة
لا تتجاوز الشهر و غرامة قدرها أكثر من عشرة ألاف دولار أمريكي
في حال لم يغادر الاطفال حسب مدة الزيارة .

دقيقة بدقيقة و لحظة بلحظة و الاب وجدي يتابع أطفاله و هم يصلون لزيارته حيث
لم يراهم منذ أربع سنوات و كان يتحدث معهم من خلال الهاتف الخليوي لكي يعرف
كم تبقى من الوقت ليلقاهم بعد غربة طويلة . اللقاء كان سعيدا مليئا بالحب و الحنان
والدموع ووزعت الحلوى و غنى الجميع بفرح وسعادة .

هذه القصة نهايتها ليست سعيدة كبقية القصص فما هي إلا أيام وينتهي اللقاء ,
يقول الأب وجدي الأسمر " فرحتي كانت كبيرة عندما رأيتهم و لكن يوجد شبح مخيف
و هو اليوم الذي يتركوني و يذهبوا إلى الاردن و متى في اليوم الذي يسبق ليلة القدر
أي لن أراهم في هذا العيد أيضا حيث لم أرهم لستة أعياد مضت " أعين وجدي امتلأت
بالدموع و هو يروي قصته مع وزارة الداخلية الاسرائيلية التي تعرقل لم شمل العائلة بدعوى
أنه كان خارج البلاد و الاطفال ولدوا في الخارج و بالتالي هو وزوجته يسمح لهم أما البنتان
و الإبن فلا يحق لهم العيش في القدس .

الاطفال الثلاثة عليهم مغادرة القدس و العودة إلى الاردن حيث ليس بحوزتهم الهوية الاسرائيلية
التي تخولهم للعيش في القدس وحالتهم ليست ظاهرة نادرة.

زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية و الاقتصادية يتابع الالاف من هذه القضايا
و يعلق بالقول " مأساة عائلة الاسمر هي واحدة من المأسي حيث نرى الالآف من الاطفال و الأهل
منفصلين بسبب قرارات وزارة الداخلية الاسرائيلية التي تفرض قوانين صارمة تهدف إلى افراغ المدينة
من أهلها بكل ما يستطيعون من سبل خاصة مع اؤلئك الذين يرتبطون بعمل أو دراسة في الخارج ,
فالقانون الاسرائيلي يخول وزارة الداخلية سحب هوية من يعيش خارج القدس لأكثر من سبع سنوات " .

دموع الفراق اختطفت فرحة اللقاء

لميس الاسمر تعيش في الاردن دون أب أو أم و تعتبر الحياة في الاردن مأساة و هي تريد أن
تعيش مع العائلة و ووصفت تلك الايام بالقول " في ليالي الشتاء كنا نسمع أصوات غريبة و
عندها نشعر بالخوف و أت كلم بالهاتف مع والدي الذي يبكي في نهاية الخط لأنه لا يستطيع
فعل شيء ,أنها حياة صعبة و نحن بنات و الأعين علينا ".

أحمد ابن السابعة عشرة يتحدث والدموع تملء ووجه " أنا كنت دائما من الأوائل و لكن الأن
رسبت بأربعة مواد لأنني أذهب إلى المدرسة و لكن دون تركيز فكل ما أفكر فيه هو لم شمل
العائلة مرة اخرى و اليوم أرجو كل من يستطيع المساعدة أن أبقى هنا مع أهلي فأنا اريد
فقط أن أدرس هنا في هذه البلد ".

الزيارة ستنتهي بعد أقل من شهر والدموع ستسيل مرة اخرى حين يأتي موعد الفراق و
السلطات الاسرائيلية ستستمر في سحب هوية واقامة كل فلسطيني مقدسي يعيش خارج القدس
المحتلة لأكثر من سبع سنوات حسب القانون الاسرائيلي الذي يتعارض مع القانون الدولي الذي
يمنع سلطات الاحتلال من ترحيل أو طرد مواطن من أرضه و بلده .