السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون) [التوبة: 92]
فارقٌ كبيرٌ بين من يُخلصُ نيّته ويأخذُ بالأسباب ويحزنُ لفوات الطاعة، وبين من يتلكّأ ويفرحُ حين يجد عذراً يُخَلّصُه من الطاعة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلُ هذه الأمة كمثل أربعة نفر: رجل آتاه الله مالاً وعلماً فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهما في الأجر سواء. ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله علماً ولا مالاً فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهما في الوزر سواء."
نية الخير جلبت أجراً، ونية السوء جلبت وزراً!
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدق من قلبه بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه"
المهم والأساس هو صدق النية، وقد يبلغ المرء بنيته إذا خلصت ما لا يبلغه بعمله إذا شابه رياءٌ أو عُجبٌ أو غيرُهما من حظوظ النفس.
قال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه يوماً: أوصني يا أبت. فقال له أبوه رضي الله عنه: "يا بنيّ انو الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير."
لا نزالُ بخير ما نَوَينا الخير، فليَحمل كلّ منّا نيةَ خَير!
دمتم طيبين.