أؤمن بأن شخصًا يمحو آخر ، وَ أن اللّحظات الجميلة تُنسي الذكريات الحزينة ،
وَ أن لله عوض يُبلل جفاف القلوب وَ يمحو أثر الندوب ،
لا يتركنا الله عند موقف وَ كسر دون جبر ،
فَ الحياة تستمر بَ ألطافه وَ رحمته وَ معيَّته ..!
حَسبُك أن كُل قضاء يقضيه الله لك هو خير ومآله إلى خير ،
حَسبُك أن مع كُل ضيق يسكن قلبك ومع كُل وخزة ألم الأجور تصبُّ عليك صبًّا ،
حَسبُك أن الله يعلم ولا يخفى عليه حالك ولا دمعاتك ولا أنينك وشهيقك ،
حَسبُك أن مع العُسر يُسرًا وأن الله لا يُخلِف وعده ..!
الحمدلله الذي يخلف خيرا ، ويبرأ جرحا ، ويقرّ عينا ،
فلا تتوقف الحياة بخسارة بل يجعلها الله بوابة بداية ، وحياة جديدة ،
ولا تنتهي فرصة بل يسوق الله فرصا أخرى ، ولا يفوت رزق بل يأتِ به الله من حيث لانحتسب ،
خلق الله الحياة مستمرة لاتتوقف ، فلا تضيق وعند الله خزائن السماوات والأرض ..!
تخيّل لو أن الله رفع عنك ستره الذي سترك به - وَ هو متفضّلٌ عليك -
فعرف أصحابك وَ أهلك بكلّ أخطائك التي أرتكبتها وَ تبت منها ،
أتظنّهم يحبّونك بقدر المحبّة السابقة ؟
الله وحده من يعلمها كُلّها وَ يراك وَ أنت ترتكبها ومع هذا لا يزال يُحبّك
وَ يفرح بك وَ يعفو عن أخطائك إن أقبلت إليه تائبًا صادقًا ..!
لله حكمة في ترتيب الأمور ، ألمسها في كل موقفٍ ظننته يجري وفق توقعاتي
وَ لكن أمره الله فسار وفق مشيئته ، تريحني أقدار الله مهما كانت عكس خطتي ؛
هو المُصرف في كل أمر ، وَ إن جاءت مشيئته كما تمنيت فقد منحني ،
وَ إن جاءت غير ما اشتهيت فَ انني أثق أن منحه سيأتي في النهاية كما تأملت ، وَ سيكون أعظم ..!
قد يرزقك الله قلبًا رحيمًا وعقلًا حكيمًا لكي تكون مرهمًا لشخصٍ حييّ
- لو سقط أرضًا لقال إنما كنت أربط حذائي -
يُخفي حُزنه وهمّه وغمّه بابتسامة ،
لكي لا يطّلع أحد على بئر أحزانه فيخدش كرامة قلبه التي صانها لسنوات خلف شِباك أضلعه ،
فإن أدخلك ذلك المرء لقلبه ؛ إياك أن تكون داء لا دواء ..!