من أنتم ؟!!

من أنتم ؟!

(رسالة إلى أخواني الطقاقات أسف، الصوفية لالا أقصد المنشدين، لالا!!

لا أعرف وأحترت ولكن من أنتم؟ )


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آل الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبع سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين
أما بعد.
ربما ما بين القوسين أستفز كثير ممن هم في مجال الإنشاد
وفيهم تساؤل وامتعاض عن سبب تلك الجملة وما الغرض من ورائها .
لهذا سوف نأخذ الأمر ببساطة وشمولية وأرجوا أخذ المقال بعين المتدبر الواعي
أولاً كلنا جميعاً في بيئة يدور حولها هذا المسمى الإنشاد وهو منتشر في دول الخليج العربي عامة وعند أهل البادية خاصة

وقد كنت في صغري أسمع لهذا الإنشاد ، وأصدقكم لا زلت أسمع شيئاً من ذلك في وقتنا الحاضر ولكن (بحذر)
وسوف يتبين مقصدي من كلمة بحذر ، وإليكم مثال للإنشاد الأول بالاسم والوصف
كنا في السابق ربما من أوائل التسعينيات الميلادية نسمع أناشيد
ولكن لم يطلق عليها أناشيد بل كان يطلق عليها وصف حداء والمنشد لا يذكر أسمه
والعجيب أن الشريط الانشادي محتواه يختلف عن الحالي ، الشريط يكون دعوي بالدرجة الأولى
ويحتوي على قصائد عد وقصص ومواعظ قصيرة وألغاز وأخيراً انشاد ، وعندما يأتي
وقت الانشاد تجد المقدم يقول(والأن مع القصيدة الفلانية بحداء أو يقدمها أحد الأخوة)
وكأني أستنبط بأن الإنشاد كان فيه شيء يعيب أو أن المجتمع آنذاك لا يتقبل هذا الأمر أن يكون أحد أفراده منشداً

مع العلم بأن القصيدة المنشدة وعظيه وتكون بصوت المنشد بدون أي إضافات أو خلفيات صوتية أو أهات أو موسيقى كما يحصل الأن

ومع ذلك كان المنشد لا يقبل أن يظهر أسمه مخافة العيب أو مخافة أن يطلق عليه مسميات صوفي أو مغني أو امرأة !!

ومع أن تلك المسميات لا تنطبق على ذلك الجيل ممن كان ينشد ، إلا أن المجتمع كان شديد المحافظة على كيانه
ولكن لنكن واضحين أكثر أن المنشدين أبناء قبائل وعوائل عريقة ولها سمعتها وكيانها ومكانتها
وعزتها وعقيدتها التي تتمسك بها ولا ترضى بأن تعاب أو تشوه

وكان الآباء والأبناء يحافظون على تلك الكينونة بشكل متماسك
طبعاً من تلك الأشرطة نعطيكم نماذج ولمن أراد التأكد ، شريط صوت من الصحراء ، شريط يأهل البادية

وغيرها من الأشرطة التي كانت في تلك السنوات وهي على نفس الوتيرة تقريباً
ولكن في وقتنا الحاضر ، ما الذي تغير ؟
وهل ما زال الإنشاد هو الإنشاد الأول ؟
وهل الشريط الإسلامي محتفظ بتنوع محتواه الذي ذكرناه ؟
الإجابة تعرفونها قبل أن أذكرها وهي بالنفي القاطع..
1-(الانشاد) هذا لو كان انشاداً أصلاً أصبح جل اهتمام الناس وأصحاب الأبل والرعي
ومن يريد الطرب والرقص مع الشيطان وهز رأسه يمنة ويسره.
2-الأن الشريط يباع في محلات الأغاني وهذا دليل توافق بينهما بما حواه الشريط من معازف.
3-محتوى الشريط جميع ما فيه إنشاد متنوع بكلمات تافه او سوقية أو منحرفة وأقلها
أنها تخلوا من الفائدة و تحوي ألحانٍ غنائية لأحد مطربي الغناء وهذا جل ما في السوق.
4-القصائد جلها غزل وكلمات تنافي الحياء الإسلامي وقصائد تأجج العنصرية والقبلية
والغالب قصائد لا يستفيد المستمع منها وربما بل أكيد أنه يؤثم من بعضها
5-المنشد أصبح مغني بل طقاقة ويميل برأسه يمنة ويسرة من الطرب
وربما لو حصل له أن يرقص لرقص وربما رقص بعضهم ولم يبقى له إلا أن يزغرط ( يلولش )
ويمسك الطبل ويطبل بنفسه ويشارك النساء في طق الحنك والزينة والله المستعان
أنَّ بناتَ أخي عائشةَ [ خُتِنَّ ] ، فَقيل لعائشةَ : ألا نَدعو لهنَّ من يُلهِيهِنَّ ؟ قالَت : بلَى
فأرسَلتُ إلى عَدِىٍّ فأتاهُنَّ فمرَّتْ عائشةُ في البَيتِ فرأَتْه يتغنَّى ويُحرِّكُ رأسَه طرَبًا وكانَ ذا شَعرٍ كثيرٍ

فقالَت : أُفٍّ ، شَيطانٌ ! أخرِجُوهُ ، أخرِجُوهُ(1)
لهذا فالزمن لم يتغير بل أعراف الناس تغيرت لأنهم هجروا سنة المصطفى واتبعوا شهواتهم
التي ساقتهم إلى ذلك المنحدر والذي لم يقف عند الانحدار في الأعراف والتقاليد
بل المصيبة أنه انحدار في المعتقد بعلم منهم أو بجهل والغالب هو الجهل منهم.
ولأنني لو قلت لأحد هؤلاء الشباب الغير ملتزم تعال معي وسأجعلك تغني في هذا المسرح

وسوف أقدم لك أفضل ملحن وأفضل قصيدة لوجدتم أنه يرفض ذلك رفضاً قاطعاً بحجة أن الغناء حرام

وأنه ابن الأكرمين ، ولا يجوز لمن مثله الغناء وتشويه صورة قبيلته او عائلته او مكانته الاجتماعية
هؤلاء الشباب نعذرهم بالجهل وأنهم لم يتفقهوا في دينهم وألتبس عليهم الحلال والحرام وإن كان الأمر واضح

لكن ضعف الوازع الديني لديهم ساقهم إلى ذلك المسير المخالف
المصيبة عندما تجد من يغني باسم الانشاد ملتزم دينياً ، والطامة الكبرى أن يكون حافظاً لكتاب الله وقارئ معروف

لا تخلوا أشرطته من المعازف أو ما تسمى الخلفيات الصوتية

والتي يجزم من يستمع لها أنها أصوات موسيقى واضحة إلا على من غرته نفسه وغلبه شيطانه
ولهذا رسالتي أوجهها بشكل مغاير لمن يهمه أمر نجاة نفسه

من باب قول الله تعالى " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ " (سورة الذاريات: 55)
فإما قبول وإما رفض فلست أنا مفتي الديار ولست صاحب سلطة وإنما ناصح يقدم الدليل.

وفي الأخير كما قال تعالى : "إِنّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىَ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ "(سورة ق 37)

1-هل تعلم إنه لا شيء يسمى "أنشاد إسلامي" لا في ماضي أو حاضر إن كان مصاحب لألات


الموسيقى والخلفيات والآهات وأي مسميات أخرى لا نعلمها؟

بل هناك حداء عرفناه في السنة النبوية والحداء يكون على ظهور الأبل ، وهذا يتبن من خلال الحديث التالي

كانَ البراءُ بنُ مالِكٍ يَعني أخاه رضِيَ اللَّهُ عنه يَحدو بالرِّجالِ ، وكان أَنجشةَ يحدو بالنِّساءِ ، وَكانَ حسنَ الصَّوتِ
َكانَ إذا حدا أعنقَتِ الإبلُ ، فقالَ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : روَيْدَكَ يا أنجَشةُ سَوقَكَ بالقواريرِ (2)
*والقوارير ويقصد بها النساء

2- هل تعلم أن الأشعار والقصائد المصاحبة لذلك الانشاد ، والتي يتخلل جلها تهييج المستمعين سواء كان
تهييج عاطفي أو قبلي أو عنصري أو سياسي أو ديني أو أياً كان إن كان مخالف للشرع أنك تتحمل وزر انشادها؟

قال تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (قّ:18)
وقال نبينا صلوات ربي عليه للصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه

ألا أُخبرُك بمِلاكِ ذلك كلِّه ؟ كُفَّ عليك هذا وأشار إلى لسانِه قال : يا نبيَّ اللهِ ! وإنا لَمُؤاخذونَ بما نتكلَّم به ؟

قال : ثَكِلَتْك أُمُّك يا معاذُ ! وهل يَكبُّ الناسَ في النَّارِ على وجوهِهم إلا حصائدُ ألسنتِهم . (3)

3-هل تعلم أن المعازف حرام وأن أهل الغناء (أهل المعازف) يكنون بالمخنثين؟
أ- قوله تعالى:
"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ"

(سورة لقمان: 6)
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء
وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري)
وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).
ب-إنما نَهيتُ عن صوتينِ أحمقينِ فاجرينِ , صوتٍ عندَ نغمةِ لَهوٍ ولعبٍ ومزاميرِ الشيطانِ و
صوتٍ عندَ مصيبةٍ , لطمِ الخدودِ وشقِّ الجيوبِ , ودعاءٍ بدعوى الجاهليةِ( 4)
ج-قال أبو الصهباءِ : سألت ابنَ مسعودٍ عن قولِه تعالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ فقال :
واللهِ الذي لا إلهَ غيرُه هو الغناءُ ، يُردِّدُها ثلاثَ مراتٍ ( 5 )
د-لَيكونَنَّ في هذه الأُمَّةِ خَسْفٌ وقذْفٌ ومَسْخٌ ، و ذلِكَ إذا شَرِبُوا الخُمُورَ واتّخَذُوا القِيناتِ ، وضَرَبُوا بالمعازِفِ ( 6 )
هـ-قال ابن مسعود رضي الله عنه "الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء" (7)
وقال فضيل بن عياض "الغناء رقية الزنا" (8)
وقال الضحاك "الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب" (9)
وسأل سليمان بن عبدالملك عن الغناء أين أصله وأكثر ما يكون قالوا بالمدينة وهو في المخنثين وهم الحذاق به
والأئمة فيه فكتب إلى عامله على المدينة وهو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أخصي من قبلك من المخنثين المغنين (10)

5-هل تعلم أن كثرت استماع الاناشيد هي من الطرق الصوفية البدعية؟
وخصوصاً ما صاحب الدفوف والطبول والرقص وهز الرؤس وإمالة الأجسام وهو من صميم اعتقاد المتصوفة
لأنهم يعتقدون بأن الإنشاد الطربي من الدين ، ويعتقدون بأنها تزيد من جذوة الإيمان وأنها تقربهم من الله وتوصلهم إليه
وأنها الوسائل الرئيسة التي يطلب بها رقة النفوس وخشوع القلوب وهذا مخالف لمنهج السلف
ومما يكون نتاج ذلك ثقل وهجر سماع القرآن وتلاوته بسبب كثرت التعلق بالأناشيد ألحانها

الخلاصة أن هذا الإنشاد الحالي سواء جاء بالفصحى أو العامية والذي يصاحبه معازف وألحان مقلدة لأهل الغناء
هو من صميم معتقد الصوفية ولهم فيها طوام يصعب سردها في مقال ، ولمن أراد التزود والتفقه إليك هذا الرابط
الترجيح في حكم النشيد

كلمة وتساؤل أخيرين
كلمتي أوجهها للمستمعين لهذا الإنشاد المحرم شرعاً وعقلاً ومنطقاً
الله الله في الكتاب والسنة واتركوا سماع الغناء والانشاد المحرم ولا تكونوا
الذين يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير خذوا بالسنة واتركوا البدعة
بالأمس كان الغناء حرام وله أناس أحلو الحرام وما زالوا
واليوم نقول لكم الانشاد حرام بما يحتويه من مخالفات شرعية بينة
فهل تحرمون الحرام أم تكونوا كأهل الغناء الذين أحلو حرام الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنك لَن تدَع شيئًا للهِ عزَّ وجلَّ إلا بدَلك اللهُ به ما هو خيرٌ لكَ منه( 11 )
أما تساؤلي
إلى كل منشد له في مجال الإنشاد وهو واعي لما يقدمه ومتأكد من أدوات الانشاد المستخدمة والخلفيات المدمجة
وهو ابن قبيلة لها مالها من عز وفخر ومجد وابن عائلة لها كيانها الاجتماعي
إلى كل يحسب حساب الحلال والحرام وحساب العادات والتقاليد والأعراف وحساب سلامة المعتقد
وحساب العيب وحساب المرجلة بعد كل ما ذكر وتبين في هذا المقال أسألكم بالله

من أنتم؟!!

اللهم هل بلغت اللهم فأشهد
إن أخطأت فهو من نفسي والشيطان وإن أصبت فهو فضل وتوفيق من الله
أخوكم في الله / ولد حمران النواظر

الحواشي:
(1) الراوي: أم علقمة بن أبي علقمة المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الأدب المفرد- الصفحة أو الرقم: 945 خلاصة حكم المحدث: حسن
(2) الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابنحجر العسقلاني- المصدر: الفتوحات الربانية - الصفحة أوالرقم: 5/149
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(3) الراوي: معاذبن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5136 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(4) الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: مسألة السماع - الصفحة أو الرقم: 318 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(5) الراوي: صهيب البكري مولى ابن عباس أبو الصهباء المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 123/21 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(6) الراوي: أنس بن مالك وعمران بن الحصين وأبو أمامة وعلي بن أبي طالب وأبو هريرة وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي
وعبدالرحمن بن سابط المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5467 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(7) تلبيس إبليس - ابن الجوزي 1/290 -289
(8) المصدر السابق
(9) المصدر السابق
(10) المصدر السابق
(11) الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2/734 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح