النفط لسعر 90أو 120دولاراً.. ضرره أكثر من نفعه
ارتفع سعر الخام الأمريكي في التعاملات الآجلة إلى 90.07دولار للبرميل الواحد، وسعر خام برنت 84.60دولاراً، ويتوقع أن يواصل الصعود إلى 100دولار وفق المعطيات الحالية، من ضعف للدولار، وقوة المستثمرين خارج منطقة الدولار، وتصاعد العملات الأخرى، وانخفاض الفائدة، وتوترات المنطقة، وتخوف من نقص إمدادات النفط في الشتاء، متغيرات كبيرة ومتسارعة تضع أسعار النفط والذهب بأسعار لم يسجلها منذ 28سنة، فهل هذا إيجابي لنا اقتصاديا؟ بالطبع هي ليست إيجابية في ظل ضعف الدولار، والدلالة استمرار التضخم لدينا بوتيرة أسرع من نمو دخل الفرد وقوته الشرائية، فكأن دخله يتآكل يوميا، ورغم زيادة دخله لكن لم تكن توازي حجم ارتفاع الأسعار.
فكل سلعة أو خدمة مقيمة بعملات أخرى عدا الدولار فهي ارتفعت بما لا يقل عن 30بالمائة والبعض تضاعف لأسباب بيئية أو نمو اقتصادي كما حدث في الصين والهند واسهم في ارتفاع رفاهية المواطن هناك، يجب أن نقر أن ضعف الدولار هي الأزمة الحقيقة لنا في ارتفاع الأسعار، لا يجدي ارتفاع النفط في ظل أنه لو وصل سعر 100دولار فهو يعني حقيقة بقوة شراء توازي 28دولاراً كما كان عام 1980م خلال الحرب الإيرانية العراقية.
وفي ظل توجه البنك المركزي لدينا بعدم تغيير سعر صرف الدولار أو التحول لسلة عملات، ماذا يجدي ارتفاع النفط إلى 100أو 120دولاراً؟ والوضع الاقتصادي متضخم وتتآكل قوة الشراء للمواطنين وتكلفة المعيشة تتضاعف، وتكلفة مشاريع الدولة تتضاعف وكل شئ يتضاعف.
سؤالي لمؤسسة النقد السعودي أو البنك المركزي، ما الخطط لديهم لمواجه هذا التضخم، ولن يجدي دعم الدولة بأي صورة لأنه وقتي ولن يكون دائم، فهل لدى مؤسسة النقد إستراتيجية وخطط يمكن الإفصاح عنها قبل أن نوجه اللوم والنقد لها؟ ويجب أن لا نكون مندفعين والتهليل بأسعار نفط مرتفعة فهي تعني مزيدا من التضخم، وإلى البحث عن البدائل أو التنقيب عن النفط في مناطق نائية أكثر كلفه وبالتالي انهيار أسعار النفط مع ضعف للدولار، فكيف سيكون الحالة مستقبلا؟
|