ان هذه الدنيا مرة وقاسية رغم حلاوتها ولذتها فمرارتها تتدرج خلف لذتها وسعادته،نعم انها مرة وقاسيه حيث ان هذه الدنيا تبسط لنا فراش السعادة بزهاء واخضرار،ومشيدة سماء السعادة الذي يكن بين اجنحته فضاء الفرح والسرور فنغتبط في هذه الدنيا السعيده ونسبح في فضاءها الواسع ونهيم في ارضها الزاهية،متأملين سعادةً ابديه لانهاية لها الا الفناء.ولكن مع إندماج الارواح في عالم السعاده وإدمان الانفس على جو السعادة،تنكشف هذه الدنيا عن قناعها الزائف، لتظهر بين اجنحتها مخالب القسوة والالم فتحل غيمة البؤس والشقاء على شمس السعادة المشرقة والصافيه،فتتحول تلك الابتسامات على الوجوه السعيده الى نظرات حزن والم فتهاجر السعادة عن وطنها بين وجوه السعداء بسبب الاستيطان الذي وضع نظرات الحزن على وجوه السعداء فترحل لحظات السعادة بعيدةًعنا.ونعيش في تقلبات هذه الدنيا،فلم تكتمل سعادتنا حتى أتت هذه الدنيا بقساوتها ومرارتها ورحلت بمحبينا ومودينا بعيدا عنا فنعيش في حسرات الالم من البعد والفراق المرير.ونبقى ردحا من الزمان نعاني من قساوة الدنيا ومرارتها،وبعد انتظار طويل وفقدان الامل في عودة السعادة من جديد،تتلاشى تلك المخالب من اجنحة الدنيا وترحل غيوم القسوة والالم لتشرق شمس السعادة من جديد،ونرحل تلك النظرات الحزينه لتحل مكانها تلك الابتسامات السعيدة،ونسبح من جديد في فضاء السعادة الواسع،ونعيش سعادةً لامثيل لها،سعادة وفيرة لاتنضب ابد الدهر،فنقسم باغلظ الايمان ان هذه السعادة لن تزول عبر القرون.ولكن في غفلةٍ منّا تظهر هذه الدنيا بمخالب القسوة والالم لتقبض على السعادة بمخالبها القاسية فتبيدها وتبيد معها احلامنا السعيده واوقعنا السعيد، لنعود ونتجرع طعم المرارة والقسوة ولكن هذه المرة أقسى الما وامر طعما.اذن هذه الدنيا مرة بحلاوتها،فقد شوهة حياتنا من سعادة الى مرارةٍ وقسوة ثم سعادة ثم قسوة .تذيقنا السعادة حتى ندمن ثم تقلع بها بعيدا عن عالمنا،فلو انها اذلقتنا السعادة وحدها ولم تشوه حياتنا او ابقاتنا على مرارتها ولم تخل توازن حياتنا الوجدانية.ولكنها شوهت حياتنا بين سعادة وفرح ومرارةٍ وقسوة..انها مرارة الدنيا الحلوة
العرض الشجري
