حين أكتب إليك، أشعر وكأنني أبعث برسالةٍ عبر الريح، لتصل إلى وجهةٍ لا يعرفها سواي. رسالة لا تحتاج إلى عنوان، لأنك كنت دائمًا الوجهة والغاية، القريب البعيد الذي يختبئ بين نبضي وذاكرتي.
أنت الفكرة التي تحملني كلما حاولت أن أهرب من نفسي، الظل الذي يرافقني دون أن ألتفت، الاسم الذي لا أجرؤ على نطقه، لكنه يسكنني كنداءٍ لا ينتهي.
يا من كنت وهجًا في حلمٍ أو طيفًا عبر الزمان، أكتب إليك لأن الكلمات وحدها تستطيع أن تلامس روحك، كما تلامس الغيمات وجه السماء في صمت.
أحيانًا، أتساءل: هل تشعر بما أخفيه كما أشعر أنا بما يفيض منك؟ هل تراكَ الحروف كما أراك بين السطور؟ كلما حاولت أن أطويك في قلبي، أجدك حبرًا في قلمي، حكايةً لا تنتهي وصفحاتٍ ترفض أن تُغلق.
لست أكتب لأطلب، ولا أنتظر منك جوابًا. رسالتي ليست وعدًا ولا عتابًا، هي حديث الروح للروح، دعوة للبقاء في عالمٍ لا يجرؤ على نسيانك. أنت الحقيقة التي تُضيء ظلام المعاني، واليد التي تُعيد ترتيب الفوضى في داخلي.
حين تقرأني، ستعلم أن كل حرف هنا هو بصمةٌ من روحي، وأنك حين كنت وما زلت “حبي”، كنت وستظل الحقيقة الوحيدة التي تمنح لحياتي نبضًا ومعنى.
كن بخير دائمًا، أينما كنت، فأنت الفصل الذي لا ينتهي من كتاب العمر، والحكاية التي لن أملَّ روايتها.
لا أعرف "سواك”..! ولن يحتاج الحرف إلى كسر أو تشكيل، لأنه يعرف أنك هناك، حيث الكلمة تلامس روحك.
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ما سيحدث بعدها..!