ونتعلمه من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
حين قال: "استحيوا من الله حق الحياء، قلنا: إنا نستحيي من الله يا رسول الله
والحمد لله قال: ليس ذلك .. الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما
وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة ، وآثر
الآخرة على الأولى، فمن فعل استحيا من الله حق الحياء "
هو الخوف من الناس و التصريح عن الانفعالات العادية وهو
غير محمود لما يترتب عليه من تفويت المصالح او الرضا بالإذعان ونحو ذلك كانكماش
الولد أو بنت وانطوائه وتجافيه عن ملاقاة الآخرين
.
قد يتحول بعض
الأحيان الخجل إلى رهبة و خوف و قد يصل إلى رهاب من الناحية العلمية لأن الخوف يولد
انفعالات عصبية ينتج عنها هرمون يسبب حالة من اليقظة الكاذبة التي تؤدي الى "ضغط
الدم ، و الصداع ، و النسيان المتكرر ، و النوم الغير منتظم
" .
ان الأشخاص
الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي / الخوف الغير مبرر من الناس - يجدون صعوبة فبي
التكيف مع البيئة المحيطة بهم ، و يواجهون مشاكل من أهمها تدني مستوى الثقة بالنفس
الذي يؤدي في النهاية لحالة من السلبية
أمر بها الإسلام وأقرها ورغب فيها. وقد جاء في الصحيحين قول النبي : { الإيمان بضع
وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة
من الإيمان
**.
وفي الحديث الذي رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين: { الحياء
والإيمان قرنا جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر
**.
والسر في كون
الحياء من الإيمان: لأن كل منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه،
فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات. والحياء يمنع صاحبه
من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره. ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله
اتقاء الذم والملامة
.