الحزام الناري بين السكري والإنفلونزا: عندما تضعف المناعة يستيقظ الفيروس النائم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير ..
في الآونة الأخيرة انتشر مرض الحزام الناري كفانا الله و اياكم شره و وصل حتى إلى المجتمع القريب مني و اثناء بحثي عن هذا المرض وجدت هالموضوع و ارتأيت ان أضعه بين أياديكم للفائدة و الإحاطة و الحذر الله يحمينا وياكم و يدوم عليكم الصحة و العافية و من تحبون ..

يبقى فيروس الحزام الناري خاملاً في الجسم إلى أن ينتهز فرصة حدوث ضعف في المناعة فينشط وتبدأ الأعراض. وعندما ينشط الفيروس فهو لا ينتشر في الجسم مثل مرض الجدري، بل ينتشر على مجرى عصبي واحد، مما يبرر تسميته بالحزام الناري. ومن أهم مسببات ضعف المناعة، تقدّم العمر والتوتر المفرط والضغط النفسي والإجهاد البدني والأمراض المسببة لارتفاع الحرارة وانخفاض المناعة والأمراض المزمنة التي تثبط المناعة، مثل مرض السرطان وتناول العقاقير المثبطة للمناعة، مثل العقاقير المناعية التي تستخدم لعلاج الصدفية والروماتويد، وغيرها.

ما العلاقة بين الحزام الناري والسكري؟

مرض السكري ليس مجرد ارتفاع في سكر الدم، بل هو مرض خطر، وعدم السيطرة عليه يسبب تدميراً تدريجياً لصحة كل الأعضاء، ومن أخطرها الكلى والقلب والشرايين.

يُعد مرض السكري أحد أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالحزام الناري، إذ يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إضعاف جهاز المناعة وإبطاء قدرته على مقاومة العدوى الفيروسية.
كما أن مرضى السكري هم أكثر عرضة للمضاعفات التي تصاحب الحزام الناري، مثل: شدة الألم واستمراره لفترات أطول وبطء التئام الجلد بعد الطفح.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الأفراد المصابون بمرض السكري أكثر عرضة للإصابة بمرض الحزام الناري مقارنةً بعامة السكان. ولذلك ينبغي تناول لقاح الحزام الناري للبالغين المصابين بمرض السكري، مع إعطاء الأولوية لكبار السن والمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية. ١

تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بالحزام الناري قد تحدث في أي عمر، لكنه أكثر شيوعًا لدى كبار السن، فاجتماع كبر السن مع الإصابة بالسكري تزيد من خطورة الإصابة والمضاعفات. لذلك ينصح الأطباء مرضى السكري خاصة من هم فوق الخمسين عاماً بتناول لقاح الهربس النطاقي" الحزام الناري"، للوقاية من الإصابة.

كما ينصح الأطباء مرضى السكري بالاهتمام الجيد بضبط مستوى السكر لتلافي المضاعفات التي تنتج عن زيادة مستويات السكر مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري)، تلف الكلى (اعتلال الكلية السكري)، مشاكل العين (اعتلال الشبكية السكري)، ومشاكل القدمين وغيرها.

هل تزيد الإنفلونزا فرص الإصابة بالحزام الناري؟

الإنفلونزا هي عدوى فيروسية موسمية تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي، وتسبب أعراضًا عامة مثل الحمى والسعال وآلام الجسم. قد لا تكون هناك علاقة مباشرة بين الإنفلونزا والحزام الناري، فالإنفلونزا تُضعف الجهاز المناعي مؤقتًا حيث ينشط الجهاز المناعي بشدة في مكافحة فيروس الإنفلونزا. مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في المناعة الخلوية، مما قد يتيح لفيروس الجديري الكامن فرصة لإعادة التنشيط.٢
كما أن الحمى والتعب والإجهاد المناعي أثناء الإصابة بالإنفلونزا تؤدي إلى ضعف المناعة مما ينتج عنه ضعف قدرة الجسم على السيطرة على الفيروسات الكامنة ومنها فيروس الحماق النطاقي, ومن جانب آخر، قد يتم استخدام الكورتيكوستيرويدات أو الأدوية المثبطة للمناعة، في حالات الأنفلونزا الشديدة، مما يزيد من خطر الإصابة بالهربس النطاقي.٣
ومن هنا، فإن أخذ لقاح الإنفلونزا السنوي لا يحمي فقط من مضاعفات الإنفلونزا نفسها، بل قد يُساهم أيضًا في تقليل فرص ظهور الحزام الناري غير المباشرة.

جدير بالذكر أنه لا يوجد تعارض بين تناول لقاح الحزام الناري ولقاح الإنفلونزا، فمن الممكن تناول اللقاحين معا دون تأثير لأحدهما على الآخر.

لقاح الحزام الناري

مرض الحزام الناري من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وذلك بفضل توفر اللقاحات، وينصح بها للفئة الأكثر عرضة للإصابة وهم الأشخاص فوق ٥٠ عاما خاصة المعرضين لضعف المناعة أو لديهم أمراض مزمنة، ولذلك يؤكد الأطباء على أهمية تناول اللقاح لكافة الفئات المعرضة للإصابة وكذلك ضرورة تناول الجرعة الثانية، بعد مرور شهرين إلى ٦ شهور من تناول الجرعة الأولى من اللقاح للوصول بالتغطية التطعيمية للأفراد إلى أكثر من ٩٥٪ حيث تقي التطعيمات من الكثير من المضاعفات التي لا قبل لكبار السن بها خاصة مع ضعف المناعة ووجود الأمراض المزمنة.