(( أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ))
المعنى :
أن أخي أقرب لي من ابن عمي ولذا فأنا مساعد له عليه وابن عمي أقرب لي من الغريب ..
الرد ::
هذا المثل يدعو إلى العصبية والتعصب للقرابة الذي غالباً
ما يعمي عن رؤية الحق فيجار عليه ظلماً وعدواناً
وكان من الأولى والأفضل القول أنا والحق على ابن عمي وأنا والحق على الغريب ،،
فالتعصب للحق فضيلة ولغيرة رذيلة ،،
فإذا التقى الحق مع الأخ أو ابن العم أو غيرهما كان التعصب لأحدهما أو غيرهما
ضرورياً ومطلوباً أم غير ذلك فمرذولاً مستقبح ،،
وهذا المثل يتضمن من المغالاة في التعصب ما يخالف الشرع الحكيم والذي يتجلى
في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( هلك المتنطعون )) قالها ثلاثاً...
والمتنطعون هم المتشددون في غير موضع التشديد والتعصيب
كما إن في هذا المثل ظلماً وبغياً سافراً من نصرة القريب
الذي قد لا يكون له حق على الغريب والظالمون يلعنهم الله كما جاء في قوله تعالى :
(( ألا لعنة الله على الظالمين ))
كما أن هذا المثال فيه من الغفلة عن يوم الحساب التي يتغافل عنها كل معتد أثيم
لا يهمه غلا حياته الدنيا ظاهراً فيها ولو بالباطل..
ويصور القرآن أمثالهم بقوله :
(( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهو عن الآخرة هم غافلون ))
حقاً فإنهم لو كانوا يعلمون جزاء وحساب تعصبهم الباطل ما أقدموا عليه ،، ولو إنهم كانوا يعلمون الحساب ما استشرى في نفوسهم من غلظة وعدم رحمة ما أبعدهم عن رؤية الحق وصاحبه ،،
ولذا المثل جاء للتعصب للقريب على شتى مستوياته دون التطرق إلى ذكر جانب الحق وكان هذا الأمر لا يعنيه إطلاقاً ،،
ولذلك فهو دعوة إلى تعصب الجاهلية التي حاربها الإسلام ،،