ملف أخضر علاقي يتعرض لمحاولة اغتيال

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة خريج الثانوية العامة العامة والجامعة .......... حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتقدم إليكم بمعروضي هذا أنا المدعو/ ملف أخضر علاقي بعد أن طََفَت إلى السطح عادة جديدة دخيلة على مجتمعنا تنافي عراقته وتقاليده العربية الأصيلة التي توارثناها جيلا بعد جيل، لقد انتشرت ظاهرة التقديم إلى الجامعات وغيرها عبر ما يسمى الانترنت أو الشبكة العنكبوتية، مما تسبب في الاستغناء عني مؤقتا، إذ أني أعرف أنه من المستحيل الاستغناء عني إلى الأبد، لقد تسبب هذا النظام الجديد الجائر في اختفاء مشاهد جميلة كنا نعيشها، عندما كان خريجو الثانويات والجامعات يصطفون بالآلاف كالشحاذتين في شمس الظهيرة الحارقة وهم يحملونني ويتظللون بي، كنت أقف مزهوا وأنا أرى ذلك العدد الهائل يقبل علي ويحملني بعناية فائقة، إنه شعور جميل لا أستطيع وصفه كما أني لا أستطيع وصف مرارة فقدانه.

صحيح أن قيمتي لا تتجاوز الريالان، ولكن ما يوضع بداخلي يساوي معاناة سنين طويلة بين هم وسهر، أحلام عمر، مستقبل أسرة كاملة، كنت اعلم أن دوام الحال من المحال، وأن تلك كانت أياما ذهبية قد لا تعود، ومع ذلك بقيت وفيا، لم أتمرد، لم أتغير، لم أتكبر، وأنا في أوج عظمتي، ولكنك أنت الذي تركتني حالما لاحت لك فرصة في الأفق، لمجرد سراب استغنيت عني وتركتني قابع في أدراج المكتبات والبقالات، يتجمع علي الغبار ويخفي معالمي، فأنظر الفرق بيننا؟!

هل تظن أنك بذلك قد استغنيت عني؟!، إن كنت تظن ذلك فاعلم بأنك مسكين!، قد تقل الحاجة إلي نوعا ما، ولكن ثق تماما بأنك ستعود لي يوما، بعد أن توصد في وجهك الجامعات والمعاهد والكليات العسكرية منها والفنية، فالجامعات لا تقبل أقل من 97% أو فيتامين ( واو )، والكليات العسكرية لا تقبل أقل من 120% أو فيتامين ( واو مُركز )، والوظائف الشاغرة خمسة والمتقدمون 70 ألفا، والمقبولون معروفون سلفا، فهم من أصحاب الكرامات من حملة العصا السحرية التي تذل أمامها جميع الصعاب، فأين ستذهب وسط هذا السيل العرمرم؟!

لا تحسب أني بكلامي هذا أريد أن أعصب عينيك كي لا ترى إلا سوادا، ولكن هذه هي الحقيقة، ولكي لا تفاجأ حين تجد نفسك مضطرا للعودة لي، فأنا رفيق دربك الوفي من المولد إلى الممات، وحتى ذلك الحين سأعود إلى رفوف المكاتبات والبقالات، منتظرا عودتك، لتنفض الغبار عني، وتجعلني رفيقك كما كنت دائما في حلك وترحالك، في رحلة المليون ميل التي ستبدأ حال اقتناعك بأن تلك الحركات الالكترونية لن تجدي نفعا، وإنما جُعلت كي يبقوك بعيدا عن مقرهم، كي لا تسبب لهم إحراج هم في غنى عنه.

يجب أن تعلم بأنه حتى وإن حدث واستغنيت عني إلى الأبد، فإن عزائي هو بأني سأضل المطلوب الأول إضافة إلى أخي معروض في أنظمة ودوائر حكومية أصيلة، يرأسها كبار في السن أكل عليهم الدهر وشرب، لهم خبرة واسعة في مجال الروتين والإجراءات الطويلة، التي ستبقى طالما بقوا، لقد دخل الكمبيوتر في أنظمتهم منذ فترة ليست بالقصيرة، ومع ذلك لم يفكروا في هجري كما فعلت أنت، وبقيت أنا وأخي الشقيق معروض نزين لائحة إعلان الطلبات التي يراها كل مراجع لتلك الإدارات، أرأيت الوفاء؟!، أرأيت من يقدر قيمتي؟!، لم لا يكون لك في مثل هؤلاء الأوفياء أسوة حسنة؟!، أم أن الجحود والنكران هي صفة جيل الكمبيوتر والانترنت؟!

سيدي الخريج، أنت الخصم وأنت الحاكم والحكم، وهذه مظلمتي عرضتها بين أيديكم، يحدوني أمل كبير وثقة في شخصكم الكريم بأنها ستجد كل آذان صاغية تقدر حجم المشكلة التي تسبب فيها دعيي العلم والتكنولوجيا من خبراء ومبرمجي الكمبيوتر من أبناء القرن الحادي والعشرين، الذين لا هم لهم سوى محاربتي ومحاربة كل نظام قديم وأصيل، وليت الأمر توقف عند حدود تقديم الطلبات فقط، بل إنهم يفكرون في إحداث انقلاب شامل في جميع أنظمتكم، عبر ما يسمى الحكومة الالكترونية، وهذا يعتبر حكما علي بالإعدام إن طُبق، لذا فإني سأقاوم وسأقف سدا منيعا للوقوف ضد هذه الفكرة المجنونة، التي أعتبرها إعلان حرب.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مقدمه

ملف أخضر علاقي

16/06/1427