لحم الضأن
قال القدماء عن لحم الضأن: إنه يقوي الذهن والحفظ، وينفع أصحاب المرة السوداء. ويولد الدم المحمود المقوي لمن أجاد هضمه. ولحم الهرم منه الهزيل رديء. أم أجوده فلحم الذكر الأسود لأنه أخف وألذ، والأحمر من الحيوان السمين أخف وأجود غذاء.
أما خصائص لحم الضأن فهي:
• غناه بالمواد البروتينية، فمئة غرام منه تعطي حوالي 20 غراماً من البروتينات، وهي كمية تفوق تلك التي نحصل عليها من كمية مماثلة من لحم السمك. وما يميز هذه البروتينات أنها تحتوي على كل الأحماض الأمنية اللازمة للجسم، خصوصاً حامض الليزين غير الموجود في الحبوب.
• غناه بالحديد فمئة غرام منه تعطي وسطياً 2 إلى 3 ملليغرامات من الحديد ويصل هذا المقدار إلى 8 وحتى 18 ملغ في الكبد والسلائب. وهذا الحديد هو النوع السهل الامتثال والامتصاص، بالمقارنة مع الحديد الآتي من النباتات. إن 25 في المئة من حديد اللحم تمتصه الأمعاء في حين إن الجسم لا يقدر على امتصاص أكثر من 5 في المئة من حديد السبانخ الذي يضرب به المثل. الجدير ذكره هنا هو أنه في الإمكان تشجيع امتصاص حديد النباتات إضافة اللحم أو الفاكهة الغنية بالفيتامين (ث)، وهذا له أهميته، خصوصاً إذا علمنا أن 15 في المئة من النساء المحيضات و20 في المئة من المراهقين والمراهقات و 30 في المئة من الأطفال الصغار يعانون من فقر الدم.
• لحم الضأن يحتوي على ثلاثة معادن نادرة وضرورية للجسم هي النحاس والزنك والسيلينيوم، فالنحاس يعزز وظيفة الحديد والفيتامينات (ب12) المضادة لفقر الدم، ولا غرابة في هذا فهو يدخل في تركيب هيموغلوبين الدم. كما يلعب دوراً بارزاً في تكوين النسج والعظام، ويمد يد العون إلى الجهاز العصبي لصنع النواقل العصبية التي بواسطتها يبعث بأوامره إلى أنحاء الجسم المختلفة، ويشارك النحاس في صنع العديد من الهورمونات. أما معدن الزنك ففيه خصائص تشبه تلك التي نجدها في الفيتامينات، ونقص هذا المعدن يظهر لدى النساء الحوامل وكبار السن وعند النباتيين والذين يعانون من سوء التغذية. أن نقص معدن الزنك يسبب ضعفاً في دفاعات الجسم المناعية ما يفتح الباب لحدوث العدوى المتكررة بالميكروبات خصوصاً الرشوحات. أما معدن السيلينيوم فحدث ولا حرج، فهو يعمل بالتعاضد مع الفيتامين (ي) لمواجهة الشوارد الكيماوية الحرة المتهمة بإثارة أمراض كثيرة مثل الأمراض القلبية الوعائية والأمراض الاستحالية والسرطان.
• لحم الضأن غني بفيتامينات المجموعة (ب)، خصوصاً الفيتامين (ب1) و (ب12 ). لكنه في المقابل خال من الفيتامين (د)، وفقير جداً بالفيتامين (ي)، أما الكمية المتواضعة من الفيتامين (أ) و (ث) فتتخرب أثناء طبخه.
• لحم الضأن سهل الهضم والامتثال شرط أن يحتوي على القليل من الدهن، فالدهن الكثير يجعله ثقيلاً عسير الهضم. أن كثافة الدهن تختلف حسب القطعة وحسب طريقة الطهو.
أما بالنسبة إلى الكوليستيرول فإن مقداره يتباين من قطعة لحم إلى أخرى غير أن أعلى تركيز له يقع في النخاع والسلائب. ودهن الضأن غني بالأحماض الدهنية المشبعة التي ترفع مستوى الكوليستيرول في الدم، لذا على الأشخاص الذين يملكون استعداداً للإصابة القلبية الوعائية أن يحذروا تناول هذا اللحم.
• لحم الضأن غني بالسعرات الحرارية، وإذا تم قليه بالسمن فأنه يضاعف من عدد السعرات، من هنا على متبعي أنظمة التخسيس الانتباه لهذا الأمر.
تبقى ملاحظتان حول لحم الضأن: الأولى أنه يمتاز بكونه غير ناقل للطفيليات. والثانية أنه يثير الشبع السريع بفضل بنيته ومحتواه الدهني.
|