08-15-2008, 11:31 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3875
|
تاريخ التسجيل : Dec 2006
|
أخر زيارة : 06-30-2019 (02:24 PM)
|
المشاركات :
1,928 [
+
] |
التقييم :
87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
( 6 ) الأمراضُ والأسقام
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
وأصلح ياربنا ماظهر منا وما بطن
اللهم ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
أما بعد:
الأمراضُ والأسقام
اعلموا ـ حفظكم الله ورعاكم ـ
أنّ الابتلاء سنّة ربّانية ماضية،
هي مِن مقتضيات حكمةِ الله سبحانه وعدله،
متمثِّلاً وقعُه بجلاء في الفقر والغنى،
والصحّة والمرض، والخوف والأمن، والنقص والكثرة،
بل وفي كلّ ما نحبّ ونكرَه،
لا نخرج من دائرة الابتلاء، يقول الله تعالى:
( وَبَلَوْنَـٰهُمْ بِٱلْحَسَنَـٰتِ وَٱلسَّيّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
سورة الأعراف آية رقم 168،
ويقول سبحانه: ( وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
سورة الأنبياء آية رقم 35،
يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:
(نبتليكم بالشدّة والرخاء، والصحّة والسّقم والغنى والفقر
والحلال والحرام والطّاعة والمعصية والهدى والضلالة).
إنّ العاقل الحصيفُ يجب عليه حتمًا أن يوقنَ أنّ الأشياء كلَّها قد فُرِغ منها،
وأنّ الله سبحانه قدّر صغيرها وكبيرَها،
وعلم ما كان وما سيكون وأن لو كان كيف يكون،
(وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى ٱلأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ
إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَـٰلُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلكِتَـٰبِ مِن شَىْء)
سورة الأنعام آية رقم 38،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
((أوّلَ ما خلق الله القلمَ قال له: اكتب،
قال: ربِّ، وماذا أكتب؟
قال: اكتب مقاديرَ كلّ شيء حتى تقوم الساعة))
رواه أبو داود.
فالمقاديرُ ـ رعاكمَ الله ـ كائنة لا محالة،
وما لا يكون فلا حيلةَ للخلق في تكوينِه،
وإذا ما قُدِّر على المرء حالُ شدّة وتنكَّظته الأمورُ فيجب عليه حينئذٍ
أن يتّزرَ بإزار له طرفان:
أحدهما الصبر
والآخر الرّضا،
ليستوفيَ كمالَ الأجر لفعله ذلك،
فكم من شدّة قد صعُبت وتعذّر زوالها على العالَم بأسره
ثمّ فُرِّج عنها بالسّهل في أقلَّ من لحظة،
قيل للحسن: يا أبا سعيد، من أين أُتي هذا الخلق؟
قال: من قلّة الرضا عن الله،
قيل: ومن أين أتي قلّة الرضا عن الله؟
قال: مِن قلة المعرفة بالله.
ولمّا جيء بسعيد بن جبير إلى الحجّاج ليقتلَه بكى رجلٌ
فقال له سعيد: ما يبكيك؟
قال: لِما أصابك،
قال سعيد: فلا تبكِ إذًا؛ لقد كان في عِلم الله أن يكونَ هذا الأمر، ثمّ تلا:
( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ
إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا )
سورة الحديد آية رقم 22
وما يصيب الإنسانَ إن كان يسرّه فهو نعمةٌ بيّنة،
وإن كان يسوؤه فهو نعمة أيضًا؛
إمّا مِن جهة أنه يكفِّر خطاياه ويُثاب بالصّبر عليه،
وإمّا من جهة أنّ فيه حكمةً ورحمة لا يعلمها إلا الله،
( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ
وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
سورة البقرة آية رقم 216،
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:
((عجبًا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خير،
إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له،
وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له،
ولا يكون ذلك إلا للمؤمن)) رواه مسلم.
إنّ البشرَ قاطبةً مجمعون إجماعًا لا خِداج فيه
على أنّ الصحّة تاجٌ فوق رؤوس الأصحّاء لا يراه إلا المَرضى،
وأنّ الصحّة والعافية نعمةٌ مغبون فيها كثيرٌ من النّاس.
اللهمّ إنّا نسألك العفوَ والعافية
والمعافاةَ الدائمةَ في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم لاتدع لنا مريضاً إلا شفيته وعافيته ،
وبهذا نصل وإياكم إلى ختام موضوع
الأمراض والأسقام
فعسى الله أن ينفع به
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|