العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-17-2009, 04:19 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

khaledabofaid غير متصل


يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 21

رابط الموضوع السابق

http://b3b7.com/vb/showthread.php?t=41013


الفصل الثالث

تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور وتعظيمها

لقد سدّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كل الطرق المفضية إلى الشرك ، وحذّر منها غاية التحذير ، ومن ذلك : مسألة القبور ، قد وضع الضوابط الواقية من عبادتها ، والغلو في أصحابها ، ومن ذلك :

1 - أنه قد حذّر - صلى الله عليه وسلم - من الغلو في الأولياء والصالحين ؛ لأن ذلك يؤدِّي إلى عبادتهم ، فقال : إياكم والغُلُوَّ ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغُلُوُّ وقال : لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبدُ الله ورسوله .

2 - وحذر - صلى الله عليه وسلم - من البناء على القبور ، كما روى أبو الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته ، ولا قبرًا مشرفًا إلا سوَّيته .

3 - ونهى عن تجصيصها والبناء عليها ، عن جابر رضي الله عنه قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تجصيص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه بناء .

4 - وحذَّر - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة عند القبور ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نُزِلَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة له على وجهه ، فإذا اغتم بها كشفها ، فقال وهو كذلك : لعنةُ الله على اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذرُ ما صنعوا ، ولولا ذلك أبرز قبره ، غير أنه خشي أن يُتَّخذَ مسجدًا .

وقال - صلى الله عليه وسلم - : ألا وإنَّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبورَ مساجد ؛ فإني أنهاكم عن ذلك .

واتخاذُها مساجد معناهُ : الصلاة عندها وإن لم يبن مسجد عليها ؛ فكلُّ موضع قصد للصلاة فيه فقد اتُّخذَ مسجدًا ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فإذا بني عليها مسجد فالأمر أشد .

وقد خالف أكثر الناس هذه النواهي ، وارتكبوا ما حذر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقعوا بسبب ذلك في الشرك الأكبر ؛ فبنوا على القبور مساجد وأضرحة ومقامات ، وجعلوها مزارات تمارس عندها كل أنواع الشرك الأكبر ، من الذبح لها ، ودعاء أصحابها ، والاستغاثة بهم ، وصرف النذور لهم ، وغير ذلك .

قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - : ( ومن جمع بين سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القبور ، وما أمر به ونهى عنه ، وما كان عليه أصحابه ، وبين ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدُهما مضادًا للآخر مناقضًا له ؛ بحيث لا يجتمعان أبدًا ؛ فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة إلى القبور ، وهؤلاء يصلون عندها ، ونهى عن اتخاذها مساجد ، وهؤلاء يبنون عليها المساجد ، ويسمونها مشاهد ؛ مضاهاة لبيوت الله ، ونهى عن إيقاد السُّرُج عليها ، وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقاد القناديل عليها ، ونهى عن أن تُتَّخذَ عيدًا ، وهؤلاء يتخذونها أعيادًا ومناسك ، ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر .

وأمر بتسويتها ، كما روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بنُ أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثُكَ على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أن لا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبرًا مشرفًا إلا سوَّيته . وفي صحيحه أيضًا عن ثُمامَة بن شُفيّ قال : كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا ، فأمر فضالة بقبره فسوي ، ثم قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بتسويتها .

وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين ، ويرفعونها عن الأرض كالبيت ، ويعقدون عليها القباب .

إلى أن قال : ( فانظر إلى هذا التباين العظيم بين ما شرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقصده من النهي عما تقدم ذكره في القبور ، وبين ما شرعه هؤلاء وقصدوه ؟ ! ولا ريبَ أن في ذلك من المفاسد ما يعجز العبد عن حصره ) .

ثم أخذ يذكر تلك المفاسد ، إلى أن قال : ( ومنها : أن الذي شرعه النبي - صلى الله عليه وسلم - عند زيارة القبور إنما هو تذكر الآخرة ، والإحسان إلى المزور بالدعاء له ، والترحم عليه والاستغفار ، وسؤال العافية له ؛ فيكون الزائر محسنًا إلى نفسه وإلى الميت ، فقلب هؤلاء المشركون الأمر ، وعكسوا الدين ، وجعلوا المقصود بالزيارة : الشرك بالميت ، ودعاءه والدعاء به ، وسؤال حوائجهم ، واستنزال البركات منه ، ونصره لهم على الأعداء ، ونحو ذلك ؛ فصاروا مسيئين إلى أنفسهم ، وإلى الميت ، ولو لم يكن إلا بحرمانه بركة ما شرعه تعالى من الدعاء له والترحم عليه والاستغفار له ) انتهى .

وبهذا يتضح أن تقديم النذور والقرابين للمزارات شرك أكبر ؛ سببه مخالفة هَدْي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحالة التي يجب أن تكون عليها القبور من عدم البناء عليها وإقامة المساجد عليها ؛ لأنها لما بنيت عليها القباب ، وأقيمت حولها المساجد والمزارات ، ظن الجهال أن المدفونين فيها ينفعون أو يضرون ، وأنهم يُغيثون من استغاث بهم ، ويقضون حوائج من التجأ إليهم ، فقدموا لهم النذور والقرابين ؛ حتى صارت أوثانًا تُعبدُ من دون الله ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد وما دعا بهذا الدعاء إلا لأنه سيحصل شيء من ذلك ، وقد حصل عند القبور في كثير من بلاد الإسلام ، أما قبره فقد حماه الله ببركة دعائه - صلى الله عليه وسلم - وإن كان قد يحصل في مسجده شيء من المخالفات ، من بعض الجهال أو الخرافيين ، لكنهم لا يقدرون على الوصول إلى قبره ؛ لأن قبره في بيته وليس في المسجد ، وهو محوط بالجدران ، كما قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - في نونيته :

فأجاب ربُّ العالمين دعاءه وأحاطــه بثلاثــة الجــدران






رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir