مكان القصة : الخفجي - الدمام بالسعودية .
الزمان : 1411هـ / 1991م
البطل : سوف تعرفه في نهاية القصة إن شاء الله .
هذه القصة حدثت أيام دخول القوات العراقيه لمحافظة الخفجي عندما بدأت الضربات الجويه ضد القوات العراقيه بالخفجي بعد منتصف الليل السابع عشر من يناير الموافق 17/1/1991م خرج رجال الأمن الداخلي منسحبين الى داخل محافظة الخفجي وليكملوا انسحابهم الى مدينة الدمام ويتركوا المجال للجيش السعودي والحرس الوطني وتصبح الخفجي ساحة حرب,,وعند دخولهم الخفجي كانت المدفعيه العراقيه تضربهم وهموا بركوب سياراتهم لاستكمال خروجهم من المحافظه وسط الظلام مرتدين كماماتهم خوفا من الاسلحة الكيماوية المحتمله والغازات السامه وكان هناك ضباب شديد واذا بعائله مكونه من عدة نساء وأطفال يركضون في وسط المباني ويصحن : ((لاتتركونا)) وقد مررن بعدة أشخاص من زملائه رجال الأمن يستنجدن بهم لكنهم تركوهن وهرعوا للمغادره وكل يقول نفسي نفسي الا هذا الرجل الذي سمع امرأه كبيرة السن تقول (( تكفى لاتخلينا )) فنظر خلفه واذا معها أيضا" عدة بنات كبار وأطفال وسط الظلام وتفاجأ من هذا المنظر كون مدينة الخفجي تكاد تكون خاليه من السكان في ذلك الوقت فسألهم : (منهم انتم) فقالت : (( حنا شمريات من سكان الخفجي )) فقال لها : (ابشري ياخاله والله ما أتركن ياني انقذكن او اموت دونكن) فرفض السير مع رجال الامن زملائه وهم ينادونه يالله اطلع يالله اهرب وكانت القذائف تضرب حولهم والنيران مشتعله في بعض خزانات الوقود ولكنه رفض قائلا" : (والله ماني تارك هالاسره الا ياما انقذهم ) فتركوه وخرجوا الى الدمام .
ثم جمع هذا الشهم النساء والاطفال واركبهن بسيارته وهي من نوع بويك موديل84 وكانوا امرأه كبيرة السن وعدة بنات واطفال وخلع كمامه من رأسه واعطاه للمرأه التي في حضنها طفل رضيع وقال : (لبسيه الطفل ) وأنتن تلثمن فقاد السياره التي كانت تسير بصعوبه لأمتلائها بهذه العائله من وسط نيران المدفعيه العراقيه والظلام والطائرات التي تغطي السماء ولم يستطع حتى إضاءة نور السياره حتى لايكون هدفا" للمدفعيه العراقيه .
وبعد ساعه من السير المتعرج من بين النيران والقذائف التي كانت تدك المباني حوله وصل بصعوبه الى الطريق المؤدي الى الدمام واندفع متجها اليها وعندما وصل في الصباح الى مدينة الدمام لم يلتحق بوحدته منشغلا" بتأمين السكن لهذه العائله عن طريق أمارة المنطقه الشرقيه أو إيصالهن لوالدته وشقيقاته بمدينة الرياض ليبقن معهن لحين إنجلاء هذه الغمة وعودتهن لأهلهن .
وبالفعل وجد التجاوب السريع من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان(رحمه الله) نائب أمير المنطقه الشرقيه وقتها الذي أثنى على شجاعته وأمرلهن بمساعده فوريه مقدارها عشرة الآلف ريال والامر بتأمين السكن لهن باسكان الدمام وكذلك تأمين الطعام لهن من الجمعيه الخيريه والذي كان يستلمه يوميا" هذا الرجل ويذهب به للعائله..وعندما سألهن عن ولي أمرهن قلن : بانه يعمل بشركة أرامكو واسمه (خلف الشمري) فذهب لمقر عمله وابلغهم بان عائلة هذا الرجل موجوده عنده بأمان واصبح يأتي يوميا" لمقر عمله بانتظار عودته وعندما أتى رب الاسره بعد عدة ايام لم يصدق بأن عائلته مازالت بخير لانه ذهب في بداية الحرب الى منطقة حائل لأيصال والديه وأخواته بسيارته الصغيره على ان يعود في اليوم التالي ليأخذ زوجته وبناته ولكنه لم يتمكن من العوده لان الحرب بدأت في غيابه واصبحت الخفجي ساحة حرب لا يمكن دخولها فذهب لمقر عمله ليجد الخبر المفرح ويذهب لمقابلة هذا الرجل في وحدته العسكريه ليأخذه ويلم شمله بعائلته ويبقون ساكنين بالاسكان بفضل الله ثم هذا الرجل على نفقة سمو الامير فهد بن سلمان(رحمه الله) حتى انتهت الحرب ..
هذا الرجل الشهم البطل هو :
ثامر بن مطر بن رشيد السبيعي العنزي
الذي لم يتجاوز عمره (23) سنة حينها وهو من أسرة الرشيد اكبر حمايل الموايقه من السبعه من عنزه ومن وجهائها..
وقد قيلت عدة قصائد بهذه المناسبة ومنها القصيدة التي نظمها الشاعر طلال بن فهد الشمري حيث قال :-
وقالت شاعرة الطنايا الشاعره الشمرية المجهولة هذا البيت بهذه المناسبه :-
عنزه سند شمر وبالضيق اخوان صيته تعدى الشمس بروحي فديته
وهذه القصيدة منقولة من عضوة منتديات قبيلة شمر الرسمية ((ضحكة وسط إنكسار)) على لسان عنزة أوردتها مفاخرة بهذا الفعل البطولي من هذا الرجل الشهم (ثامر بن رشيد) ومتباهية بأفعالهم وشجاعتهم لأن عنزة أخوالها :- مــآهـــو غـــريب على آولاد وآيــــــل الخــــــوآل ،،، وكفـــو والله ،،،