السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمة الله نسعى إليها
أي
لا نأخذ رحمته - سبحانه - أمراً مفروغاً منه ... سواء طلبناها بحقها علينا أم لم نعط الأمر أهمية ، وظننا أنا ستشملنا في جميع الأحوال لمن يستحقها ولمن لا يستحقها سواءً بسواء ... وأقول لهؤلاء { مالكم كيف تحكمون } سورة القلم 36
ولو كان الأمر كذلك فما فضّل هؤلاء الذين سعوا وبذلوا الجهد والوقت والإمكانيات إبتغاء وجه الله وطمعاً في مرضاته ، على الذين اجترحوا السيئات ولم يبذلوا شيئاً يجعلهم أهلاً لرحمة الله؟ هل هذا معقول ؟ ألم يقرأوا قول الله عز وجل { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } سورة ص 28
فالذي يرجوا رحمة الله لابد أن يسعى إليها ، ويجعل نفسه أهلاً لها ، بالعمل الصالح وتقوى الله ، وبالإستغفار والتوبة من الذنوب والخطايا ... فالإستغفار يمحو الذنوب ويقرّب العبد من ربه ... والله يمتدح المستغفرين بالأسحار خاصة ، أي في الثلث الأخير من الليل ، لأنّ الذي يقوم من نومه في هذا الوقت ليستغفر الله ويسترحمه ، هو مؤمن يعرف يعرف طريقه إلى الله ويسلكه... وهذا بخلاف الذي لايعرف طريقه إلى الله ، وإنْ عرفه لا يسلكه { إن المتقين في جنات وعيون ، آخذين ماآتاهم ربهم إنهم كانو قبل ذلك محسنين . كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون . وبالأسحار هم يستغفرون . وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } سورة الذاريات 15-19
هذا هو الطريق إلى الله ... التقوى والصدقات والإستغفار في جميع الأوقات ، أما الذي يرتكب الموبقات في جمع الأوقات ولا يستثنى ... ولا يستحي من الله . ولا يستغفر لذنبه ، ولا يتوب عن المعاصي ... فكيف له أن ينتظر رحمة الله؟ ! أو يرجوها ؟ ! هذا ليس له إلاّ الخِزْي في الدنيا ، وله في الآخرة عذاب الحريق { لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم } سورة المائدة 33
لابد لمن لديه عقل وإدراك أن يأخذ الأمو بحقها ... أما أن لايعطي شيئاً ثم يطلب المقابل ؟ كيف ؟ مقابل ماذا ؟ !
هكذا رحمة الله ... لا ريجوها إلاّ من يستأهلها ... بالإيما والعمل الصالح وتقوى الله ، والمداومة عليها ، والإستغفار والإلحاح فيه والإلحاح عليه ... تماماً مثل ذكر الله وتسبيحه { ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا ، وسبحوه بكرة وأصيلا } سورة الأحزاب 41- 42
فكثرة الإستغفار مطلوبة ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6307
فالله يحب التوابين ... أي الذين يكثرون من الإستغفار والتوبة { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } سورة البقرة 222
فرحمة الله التي نرجوها ونلتمسها في كل عمل نعمله ، وكل قول نلتفظ به ، إبتغاء وجهه وطمعاً في مرضاته ، حتى نكون من المحسنين الذين يستحقونها { إن رحمة الله قريب من المحسنين } سورة الأعراف 56
وفي سبيل استدرار رحمة الله والفوز بها فلعلنا نتقرب إلى الله بأداء شيئ من النوافل - صلاة أو صياماً - فإنّ الله يحب من يتقرّب إليه من خلالها " وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه " حديث قدسي
هذا والله المُـــوفق
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم ارزقنا محــبتك ، وأنعــــم علـــينا بالنظــر إلــى وجهــــك الكريــم ، فــي جنـــات النعــــيم ، وصحــبة النبــي الهــادي الأمــين
وآخـــــردعــــــــوانا أن الحـــمد لله رب العـــالمين
تقبل الله منا ومنـــكم صــالح الأعـــــمال