الغزل وكلام الحب هما احتياج نفسي ينشده كلا الزوجين ,لأنهما تربطهما علاقة ديناميكية متبادلة بين الطرفين ,فالزوج يلعب الدور الرئيسي في توفير هذا الجو الدافئ الممزوج بالصدق والحنان , فمع هذا العطاء المتدفق والمتناسق قد تحدث مشاكل زوجيه ومن منطلق أن المشاكل الزوجية باتت أكثر استفحالا وخاصة بين الشباب حديثي الزواج ,.
لذا كان كتاب ( ترويض العاصفة فى احتواء المشاكل الزوجية )
لمؤلفه خليفه المحرزي , موجه علاقات أسريه بدائرة محاكم دبي , ورئيس مركز الترابط الاجتماعي.
ويستهل المؤلف كتابه بعبارة
"أن شريك الحياة الذي يفهمك يؤدي دورا هاما في تشكيل سعادتك ومحبتك في الحياة الزوجية "
لذا حاول جاهدا أن تفهمه حتى يفهمك ...".
يتطرق المؤلف في الفصل الأول إلى أن المشاكل الزوجية امرلابد منه والخلافات التي تعترض طريق حياة كل زوجين شئ حتمي , بل أن باحثي علم الاجتماع توصلوا إلي أن الخلافات الزوجية التي تنشب بين الزوجين من شانها أن تحقق مزيد من التقارب بين الطرفين وفي دراسة علميه مثيره أكدت أن 30% من الناجحين والمتفوقين فان خلافاتهم الزوجية كانت حافزا لهم لتحقيق النجاح.
في البداية يتطرق المؤلف لأسباب نشوء المشكلات الزوجية مؤكدا علي أن عناصر الخلاف تحدث تلقائيا بين كل علاقة ثنائيه علي وجعه الأرض , إلا أن المشكلة عندما تخرج عن نطاقها الطبيعي وتتفاقم بسبب التعامل السلبي وعدم خلق مناخ مناسب الطرح الموضوع , فالنقاش في أجواء سلبية مشحونة ينذر بمضاعفات , وفي حال افتقاد الزوجين للمهارات الاساسيه لإدارة المشكلة , ولم يسلكا الأسس المنهجية للتعامل مع خلافاتهما ,فهذا يكون نذير خطر لتفكك العلاقة الزوجية بمرور الوقت نتيجة للتصدع التكرر من ناحية ولجهل الزوجين بمعرفه الحلول الكفيلة لوقف هذا التوتر ومحاولة كل منهما الاستبداد في الرأي والسيطرة علي شريك الحياة وعندما تترك المشكلة بلا حل فهذا يؤكد وجود طرف آخر غير سعيد ودائم الشكوى والتذمر.
ويذكر المؤلف اهم أربعة أسباب وراء المشاكل الزوجية أبرزها :
* الحالة النفسية التي يكون عليها الشخص أثناء النقاش وبعده.
* عدم فهم أحد الزوجين المقصود من الحوار , وعدم استعداد كل طرف للاستماع للطرف الأخر , لأن لغة الرجال تختلف كليا عن لغة النساء.
* عدم تنازل كلا الطرفين عن فكرته وعدم معرفه حل المشكلة بطريقه منهجيه.
* تحول الغضب الذي ينشأ في أحد المواقف إلى حقد مزمن يدوم حتى بعد انقضاء المشكلة , فيبقي أثره بشكل دائم ليظهر عند كل نزاع.
كما أن هناك عده أسباب فرعيه أخرى تؤدي إلى المشاكل بين الزوجين منها :
* تدخل الأقارب في حياة الزوجين.
* الفشل في العلاقات الجنسية بين الزوجين أو لجوء أحدهما للعلاقات غير الشرعية خارج إيطار الزواج.
* العناد والتحدي وأتباع أسلوب العين بالعين والسن بالسن .
* عدم اهتمام كلا الطرفين بالأخر والانسياق وراء المشاعر الانفعاليه.
* ضعف مشاركة الزوج في الحياة العائلية وإلقاء المسؤولية علي الزوجة.
عقم أو مرض أحد الزوجين ..
* الفارق في المستوي الثقافي أو الاجتماعي بين الزوجين.
* المناقشة في أوقات غير مناسبة .
* الحالة الإقتصاديه وعجز الزوج عن الأنفاق وتطلع الزوجة لحياه أفضل.
* عندما يقدم الزوج على الزواج من أخري دون موافقة الزوجة الأولي أو دون علمها.
ويوضح المحرزي في كتابه أن الحياة الزوجيه علاقة حميمة تحتاج الى الكثير من التضحية والمرونة من كلا الطرفين.
أما عن ابرز أنواع المشاكل الزوجية التي تحدث بين الزوجين ، فيقسم المؤلف أنواعها كالتالي:
1- المشاكل المتقطعة : وهي التي تنشا حسب الظروف التي تعترض الأسرة.
2- المشاكل الدائمة: وهي التي تبدأ مع بداية الزواج وتستمر لفترة طويلة تكاد تكون شبه دائمة.
3- المشاكل الظاهرة : وهي التي يحس بها الآخرون ويتلمسون تبعاتها وخاصة الأهل والأقارب.
4- المشاكل المخفية : وهي التي تنشأ في داخل أحد الزوجين دون أن يحس بها الطرف الأخر أو ينتبه لها.
كيف تنشأ المشكلة بين الزوجين؟
يتطرق المؤلف إلى كيفية نشوء المشكلات الزوجية موضحا أن سوء التوافق بين الزوجين ينشأ أساسا من أتباع أساليب التواصل الرديئة التي يتعامل بها الزوجان مع بعضيهما , ومع تكرار المشاكل تزداد الرقعة الفاصلة والتي تسمي المودة والرحمة ,لتؤدي في النهاية الى طريق مسدود لا رجعة فيه , فكلاهما سوف يتأثر بشكل أو بأخر بهذه المشكلات ,ويظهر تبعاتها في أي موقف يمران به سواء أكان ذلك في مكان العمل أو حتى مع الأقارب أو الأهل أو الجيران.
ومن الحقائق المعروفة أن العلاقة الزوجية لا تتوتر بين ليلة وضحاها ولكنها تمر بعدة مراحل:
المرحلة الأولي: هي الاحتكاك بين الطرفين , والمقصود هنا هو الاحتكاك المتكرر مما يؤدي إلي ازدياد نسبه القلق بين الطرفين لكثرة الضيق النفسي الحاصل نتيجة المواقف التي لا ينتبه إليها الزوجان والتي تترسب في الأعماق وقام العقل اللاواعي بتخزينها في سجل المواقف الزوجية.
المرحلة الثانية: هي الاستياء وهنا يبدأ الشعور السلبي تجاه الطرف الآخر يزداد نموا ونشعر أننا لا نستطيع أن نتقبل هذا الأمر ومع ذلك نكتمه كما حدث في المرحلة الأولي.
المرحلة الثالثة: هي الرفض ومعه تبدأ المشاعر والعواطف التي كانت بين الزوجين بالتراجع ويشعر كل منهما بالجفاف العاطفي تجاه الأخر فلا كلمات الحب ولا عبارات الغزل تنفع بل يصبح التعامل الثنائي بين الزوجين يتسم بالرسمية والبرتوكول.
المرحلة الرابعة: هي مرحله الانفعال وهي المرحلة التي يراود فيها الطرفين فكرة الطلاق وباعتباره خير علاج للطرفين للقضاء علي كل المشكلات الحاصله بينهما كونهما يسيران في طريق مسدود بلا رجعه...
وينتهج الزوجين بحسب المؤلف أساليب خاطئة في حل المشكلات الزوجية وخاصة الأزواج عندما يقارن الزوج بين زوجته وبين الأخريات , يجب أن يعلم الزوج بان لكل إنسان شخصيته المستقلة التي تميزه عن الآخرين وعلي الإنسان أن يدرك دائما ذلك ويحترم هذا الشخص.
ولابد من التركيز علي الجوانب الايجابية التي تتمتع بها الزوجة وإبرازها دائما أمامها لتشعر بها فتتشجع على اكتساب المزيد من الطبائع الجيدة.
وعلى الزوج ألا يقلل من شأن زوجنه ولا يحقر من أعمالها ونشاطاتها أمام الآخرين والثناء على الزوجة ومدحها أمام الآهل والأقارب. وعليه أيضا أن يتجنب ذكر سلبيات الزوجة أمام الآخرين وألا يشعرها بأنه أفضل منها سواء اجتماعيا أو ماديا أو تعليميا.
ويورد المؤلف بعض الحقائق عن الرجال والنساء منها :
1- المرأة تتصرف كأنها أم للرجل وتعامله معاملة الأطفال.
2- الرجل بطبيعته يحب الاختصار خلال النقاش.
3- عندما تتحدث المرأة فإنها لا تستطيع التركيز على موضوع واحد معين وإنما تنطلق من عدة محاور.
4- عندما يفكر الرجل لا يتحدث بل يلزم الصمت ,بينما المرأة عندما تفكر فأنها تتحدث وتفكر في نفس اللحظة.
5- وكقاعدة أزليه لابد أن نفهمها فإن الرجال يخافون مبدأ الفشل والنساء يخشين رفض الآخرين , فالفشل والرفض يشكلان الكابوس الأسوأ في عيون الأزواج.
6- الرجل عندما يحب الزوجة فأنه يحبها كما هي ولا يحاول تغيرها بل يتكيف مع طبائعها ونفسيتها.
7- ينظر الزوج للحياة بطريقه هرميه رأسيه أما الزوجة فنظرتها للحياة سطحيه بمعني أن الزوج حياته تتسم بالتحدي والمنافسة والصراع فالرجل عالمه عبارة عن مشاكل ومصاعب وتحديات أما المراة فعالمها عبارة عن علاقات اجتماعيه وحب متبادل وعواطف جياشه وتعاون مشترك.
8- عندما يصل الزوج إلى حالة التعب والإرهاق والإجهاد فأنه لا يرغب بالكلام أو الحديث مع أحد ، عكس المرأة التي ترغب في الحديث حتى ترفه عما بداخلها.
9- يحتاج كلا الزوجين إلى قدر كاف من الحب ، فالاحتياج العاطفي عند الزوج يختلف عن الاحتياج العاطفي لدى الزوجة , ولكن لا يدرك الزوجان هذه الحقيقة من ناحية اختلاف الاحتياجات العاطفية ، فالجهل به ينذر بالمزيد من المشاكل.
10- عندما تنشأ مشكله بين الزوجين يظهر الفارق الواضح في كيفية حل المشكلة بينهما ، فالرجل عندما يغضب من زوجته لا يخبرها أبدا بما يشعر به نحوها بل يعبر بصمته و بتصرفاته الجامدة أما الزوجة فعندما تغضب فأنها تخبر الزوج بما تعانيه
ويشير الكاتب إلى أن هناك ثمة "حلول" سيئة لعلاج المشاكل مثل اللجوء إلى الكذب والتهرب وجرح المشاعر. ويلجأ الازواج الى هذه "الحلول" في حاله اشتداد الخلافات بين الطرفين وللحيلولة دون تضخمها. ويتناول المؤلف أيضا عدة نماذج للرجال في أسلوب التعامل مع زوجاتهم فهناك الزوج الخبيث والثائر والبائس والمتعالي والمسيطر والشكاك والزوج الصامت والزوج الجاف.
يتطرق المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب لكيفية إثارة المشكلات وكيف يتسبب كلاهما في صنع المشاكل. وعّرج المؤلف على القواعد السبعة التي من الممكن أن تجنب المشاكل ومن هذه القواعد المناقشة الواعية والهدوء والرقة في الحديث والتركيز والتعجيل والتفاهم مع تجنب استخدام أي مصطلحات غير ملائمة خلال النقاش .
أما أفضل الوسائل لحل أي مشكله فهي الإنصات والحوار والابتسامة وعدم مقاطعه الطرف الآخر وعدم الحكم الفوري وتوجيه والتشجيع المتبادل بشكل مستمر واستيعابه كل طرف للأخر وتقبل الآراء المخالفة.
الخطوة الأولي : هي تحليل المشكلة من بدايتها مما يسهل الإصلاح بنسبة 85%, ولكن الأمر يتطلب ان تفهم الزوجة زوجها.
الخطوة الثانيه: رصد ظواهر المشكلة من خلال تحديد المسؤولية والتركيز علي السبب ونتائجها.
الخطوة الثالثة: تتركز في كيفية صياغة الحلول البديلة بمعني من أين نبدأ بحل المشكلة وأين سنواجه نقاط العلاج بالتحديد حتى لا يضيع المجهود سدى ولابد من صياغة أكثر من حل ووضع اكث رمن علاج واختيار الحل الأنسب.
الخطوة الرابعة: تحديد من لهم علاقة بالمشكلة مثل الزوج ,الأبناء ,الأهل ,الأصدقاء.
الخطوة الخميس: وهي خطوة مهمة للغاية قبل العلاج لابد للزوجين من التركيز التام في أبعاد المشكلة ,الثقة بالنفس , الاعتماد علي الله , عدم التعجل ,المرونة ,عدم اليأس والإحباط.
ويختتم المؤلف كتابه بعشرة قواعد في حال تعرضنا لمشكلة ما :
1-لا تنتقد وأنت في حالة غضب,فلتهدأ أولا.
2-لا توجه النقد لزوجتك بشكل علني وصريح لان النقد المباشر يسبب الضيق.
3- تأكد من أن الشخص الذي توجه له الحديث منتبه لما تقوله ولديها الاستعداد الكافي للاستماع إليك.
4- إنتقد السلوك وليس الشخص نفسه فهذا أمر جارح.
5- كن واضحا ومحددا عندما تبدأ في النقاش ولا تخرج عن إطار الموضوع.
6- أحرص أن يفهم الطرف الآخر ما تقول ولا تتحدث طويلا أمام الزوجة.
7- أظهر تفهمك وتعاطفك مع شريكك أثناء الحديث وحاول أن تخفف من لهجتك تجاه الطرف الآخر وحاول التعاطف معه.
8- تجنب الكبر والتفوق ولا تتمادي في الحديث وتنسي نفسك ويدفعك الكبر لاحتقار الطرف الآخر.
9- نية المؤمن خير من عمله فلا تتهم الطرف الآخر بأنه فعل شئ بصوره متعمده بل ترجمه بأنه عمل غير مقصود
10-لا تحمل الطرف الآخر فوق طاقته بالأوامر بل ناقش معه كل الأمور والقرارات ولا تفرض عليه رأيا.
أستغفر الله وأتوب اليه...
أستغفر الله وأتوب اليه...
أستغفر الله وأتوب اليه...
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض المتطور
