هبي بريحه ياهبوب الشمالي

سمعت القصيدة على راديو fm بصوت ابو نوره واعجبتني كلماتها

ياونتاه اللي برت جسم حالي=بري الدبا نبنوب غصن تغشاه
على عشير بالموده صفالي=وأزريت أنوش حماه وأنا اتعداه
غرو جبينه مثل خط الهلالي=سبحان رب صوره لين سواه
والله ورب كمله بالجمالي=من مفرق الهامه إلى حد ماطاه
إنه من أول وأمس واليوم غالي=وأتلى زمانه بالغلا مثل مبداه
ماله حلي إلا مودة عيالي=أصغر عيالي بالغلاء كنه إياه
لابطيت ماشفته وهو ماعنالي=عفت المكان اللي يغيضه ويجفاه
لو دلهوني عنه مانيب سالي=أشفق على شوفه وأهوجس بطرياه
شوفه دواي وقل شوفه زوالي=حكيم طب جامع داه ودواه
حقه علي إلى تزخرف قبالي=أبعد مزاره بالهوى واتمناه
وحقي عليه إلى أعترض له مجالي=يصفح ويلقاني على الطول وألقاه
مابه من العذروب عنق الغزالي=إلا الزمان اللي حداني وعدّاه
ريقه حلا من درّ عفر متالي=لاروحن من مدفق سال مجراه
هبي بريحه ياهبوب الشمالي =كود الجنوب ومطلع الشمس تنصاه
عبثن صبيت لعشرته من صبالي=سجلي(ن) بنجله والموده مجازاه
ياما وياما فرقتنا الليالي=نجع قديم وفرق البعد لاماه
أقفت مراحيله وأنا أقفت رحالي=خليت مداهيله و عميت ركاياه
وخان الزمان بعشرته والتوالي=ورّثت من يصفق شماله بيمناه
وعضيت بسرة شاهدي من هبالي=وونيت ونة من نقل داه برداه
أسهر إلى نام المعافى لحالي=والصبح أجدد ذكر حمّام واسماه
هني دحش دب الأيام سالي =ماولعه طرد العماهيج وأغراه
ولا صلاه من التصاريف صالي=وذاق الفراق وتاه مثلي بمسراه
ياطول ماطاوع نسيم الهوى لي=من قبل يبدي لي من الوقت مجفاه
وإعتضت من عقب الجديد السمالي=ولا ينفع الفايت ولو قيل ماحلاه
ليتي قريب له وبيته موالي=والعلم من بيني وبينه مناجاه
إن كان له بمواجهي مثل مالي=وقلبي معه يبراه والهم يبراه
ولا تراني عنه طاون حبالي=يلقى وأنا ألقى واحد كنه إياه
مانيب من يتبع خفيف الخيالي=إلى تحد بارقه عفت مرعاه
هذا وصلوا عد رمل السهالي=على نبي شيع الدين وأحياه
وآله وصحبه كلهم بالكمالي=واللي تبع سنة نبيه ومجراه

يحكي معاصرون كيف أن قصيدة "هبي بريحه ياهبوب الشمالي" تكاد تكون أكثر ماتداوله الركبان في رحلاتهم الطويلة
واشتهرت باعتبارها أجمل ماكتب في "الغزل العذري" كما كان شاعرها ناصر بن شريم يعتبر طفرة جينيه في الشعر النبطي
لكنه غادر الحياة مبكراً في أوائل الستينيات الهجرية عن عمر يناهز 58 عاماً
القصيدة التي خلّدت الشاعر القادم من قرية "السر" في قلب نجد القرية اشتهرت بإنجاب نخبة من رجال الدين والعلم والأدب
ومن المعاصرين إمام وخطيب الحرم المكي الشيخ سعود بن شريم هي نفسها القصيدة التي كتبت اسم شاعرها بعد نحو 70 عاما من وفاته
ويدعم حضور القصيدة في وجدان الناس أنها ارتبطت بقصة حب "عفيف" لشاعر حرم من الزواج ممن أحبها قلبه
كما يروي بعض المهتمين بالشعر الشعبي في الجزيرة العربية وكيف أن "ابن شريم" حوّل القصيدة إلى "دستور مكتوب في الحب العذري"
ويختلف كثير من محبيّ هذه القصيدة في تصنيف واحدة من أشهر القصائد العامية في القرن العشرين
إذ يرى البعض أن القصيدة هي مزج من "الغزل والحكمة معا" مستشهدين في ذلك بأكثر من بيت شعري
منها البيت الشهير الذي يقول فيه بن شريم: "عضيت بسرة اصبعي من هبالي / وونيت ونة من نقل داه برداه"
وهو البيت الذي صار مضربا للمثل عند أهل الجزيرة العربية مع كل أمر جلل يأتي من قريب أو صديق أو حبيب
"هبي بريحه ياهبوب الشمالي" بعد 130 عاما من ولادة شاعرها تدخل التاريخ "الصوتي"
ويتم توثيقها كقيمة فنية رائعة للأرض التي انجبت سليمان بن شريم
بعدأن كانت سجلت نفسها طوال قرن ونصف من الزمان يهيجن بها أهل القوافل والركبان