الهاشمي
قليل من يمزج محبرته بضياء القمر،
لأن لا أحد يجرؤ على الإبتلال بنوره أو انتشال شيء منه، ذلك النور بمجرد سقوطه يفوح منا
حب
شوق
حنين
ذكرى دفينة استطاعت حبات النور حفرها وسقياها..
كنت فارس لا يهاب
وكاتب يستطيع ترويض الشعور إلى نص مستدام النور
تحتار المفردات كيف ترضيه..
وتخجل اللغة إن لم تفيه..
وكان المعنى أكبر من كل معنى.
كم حاولت أن أكتب نص يحاكي سهري تحت ضياءه كل ليلة لكنني فشلي يودعه عند مطلع الفجر..
فأجدكـ على النافذة الصباح تطرزه كحبات المطر
كل ما وددت أن قوله تلك اللحظة ضاع فوجدت ضالتي عندك.
دمت طاقة أبداعية متجددة..
إن لم نعبر وجدناك تبتسم وتقول:
لا تقلقوا أنا هنا..
يا بنتَ السحابِ، وهل للسحابِ سوى أن يهطلَ دهشةً حين تكتبين؟
كلماتكِ نثرٌ من نورٍ يُطرّزُ الحرفَ بوشاحٍ من الحنين.
أنتِ لا تكتبين، بل تُنصتين للغيمِ وهو يُملِي على الورقِ أسراره،
وتُهدهدين اللغةَ حتى تخجلَ من نفسها، وتبوح بما لم تقله من قبل.
كل مفردةٍ منكِ كانت مرآةً، رأيتُ فيها نصّي كما لم أره من قبل،
كأنكِ أعدتِ ترتيبَ شعوري، وجعلتِ الحرفَ يبتسمُ لأنه وجد من يفهمه دون شرح.
دمتِ سيدة الضوء حين يكتب، ورفيقة الحرف حين يبحث عن معنى،
وكلما ابتسمتِ للنص، عاد ليبتسم.