ما أقسى أن تجد في ذاتك وطنًا…
ثم تفقده في من ظننت أنه الأمان.
هنالك لحظة غريبة،
حين يكتشف المرء أن “الذين نحبهم”
هم أكثر من يجعلنا نبحث عن حدود جديدة للهرب.
كيف يتحول القلب من وطنٍ دافئ،
إلى غرفة حجر صحي لا يُسمع فيها إلا صوت أنفاسنا المتعبة؟
كيف يصبح الذي احتضننا… هو سبب المنفى؟
لا منفى الجسد، بل منفى الروح،
حيث لا لغة تفهمك، ولا عين تُبقيك، ولا حضن يحتويك إلا الورق.
“لقيت في قلبي وطن…”
لأنني كنت أزرع فيه كل حنيني… كل طيبتي… كل ما بقي مني.
لكن حين أتيت أنت،
تغيّرت الخريطة،
وأصبحت أنا المُلاحَق في أرضي
.
.
كنتُ في سويداءِ قلبكِ دارًا،
فتُّ بغيابكَ غريبًا بين الأطلالِ
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!
وجدت فيكِ الوطن الذي لا تُرفع فيه أعلام سواكِ،
والمرفأ الذي ترسو عنده كل سفني بلا خوف ولا ضياع.
معكِ، سقطت حدود الأرض،
وتهدمت كل أسوار الغربة،
وصرتُ أعيش في سيادة حبّكِ،
ملكًا لا ينحني إلا لعينيكِ.
أنتِ المنفى الذي أختاره طوعًا،
لأهرب من ضجيج العالم،
وأحتمي في ظلكِ،
وأُحكم إغلاق أبوابي على حضوركِ وحدكِ.
معكِ، صارت حياتي إعلان ولاء،
وعهدي الذي لا يُكسر:
أنكِ الوطن الأخير، والمنفى الجميل،
والسيادة المطلقة التي لا ينازعكِ فيها أحد،
ولا يُذكر بعدها اسم ولا عنوان