الجرأة في مكاشفة همومك على الأقل مع نفسك ليس بالضرورة تحتاج لشجاعة بطل, بل أكثر مايحتاجه الإنسان هنا هو معرفة نفسه حقا وإيمانه بعدم كماله. من هنا تأتي الحاجة الأخرى لصديق. ومن المضيعة للحبران ان نتحدث عن صفات الصديق لأن كلمات كالصدوق والصادق والمخلص وغيرها صار حتى الأطفال الذين غالباً ما يتعاملون مع الصداقة بألطف كثيراً مما نفعل هم كذلك يعرفونها.
قرأت رسالة من قارئة. هي تقول أنا عمري ستة عشرا عاماً ولكن ( ترى أنا مو مراهقة ). أبعرف وشلون تصير هذي, المهم ما علينا بعض الشباب يظن أنها من الانتقاص بشخصه تسميته مراهق وأنا بصراحه لأول مرة بدأت أبحث عن تفسير لكلمة ( مراهق) طبعاً بحثت في قاموس خيالاتي وتصوراتي وليس في المعجم العربي. أخيراً وبعد التجلي أظن أنها كلمة جاءت من طبيعة الشاب نفسياً وجسدياً وعقلياً في هذه المرحلة التي غالياً ما تسيطر على الإنسان رغباته المباشرة في البحث والتجريب دون التفكير في عواقب الأمور. وهذه جرأة تصنع من تجاربها شخصية المراهق ما يمر بها من مؤثرات. ومن هنا أظن أن الكلمة جاءت بمعنى أن المراهق هو من يرهق الأشياء وليس المقصود من ترهقه الأشياء والفرق أن الأول إنسان يملك من الطاقة والحيوية ما يكفي للإحاطة بكل ما حوله أو على الأقل محاولة الإحاطة بها والثاني هو عجوز متهالك يرهقه كل ماحوله بعد أن هده الزمان.
على فكرة أنا حيل خرجت عن الموضوع... المهم أختي القارئة وبلاش نقول المراهقة كانت تشتكي في رسالتها من صديقة لها أستأمنتها على كل أسرارها ثم ماذا...؟ تقول خانتني شر خيانة تركتني يشمت بي كل من حولي صرت أضحوكة للجميع: المهم موضوع الرسالة مؤلم ولا داعي أن أنقل همومها المأساوية.
ولكن لو تحدثنا عن الصداقة وأهميتها لكل إنسان لوصلنا لنتيجة أنها أحد أهم العلاقات الإنسانية إن لم تكن هي الأهم لأنها لا تختصرالإخوة والحب والأمومة بل هي من وجهة نظريتختصر النفس الشفافة.
والحقيقة أنه آلمني حديث القارئة عن نفسها وأنها بعد هذه الخيانة أصبحت أضحوكة الآخرين وحديث الشامتين والحقيقة من وجهة نظري أن صديقتك أو من كنت تسمينها صديقتك هي التي يجب أن تكون أضحوكة للناس لأنها خانتأمانتها وإنسانيتها التي لا يمكن أن يبررها مبرر. والغريب أننا غالباً لا نفهم الأمور كما هي على حقيقتها ولا نرى الصورة إلا من بعد واحد وإلا كيف نضحك على المذبوح ونبتسم للقاتل. عموماً هذه تجربة والإنسان جبل على التجارب ليعرف في أي اتجاه يسير مركب أيامه مستقبلاً وهذه ميزة التجارب فقط يجب أن لا تلبسي النظارة السوداء بعد هذا الجرح ولا تنظري للأشياء إلا من خلال روحك المرهفة.
أنت أخطأت الإختيار وستستفيدين من ذلك مستقبلاً وهي خسرت ولن يعوضها أي مكسب خسارتها لإنسانيتها.
والصداقة بقدر أهميتها بقدر صعوبة إيجادها, وليس كل من يقتربان أو تجمعهما الظروف أو حتى تتآلف إلى حد ما أرواحهما هما بالضرورة أصدقاء.
فقط اسأل نفسك وأنت تستعرض كل صداقاتك مع من تستطيع أن تفكر بصوت عال في خصوصياتك ومع من تستطيع أن تعري روحك ومع من تستطيع أن تتحدث بموضوع خطير أخطأت فيه على أحد دون أن تكرر له في ثنايا الحديث, لا تفهمني خطأ.. أنا ما كنت أقصد...إلخ.
مع من تستطيع الإساءة لأقرب المقربين منك بالقول وأن منفعل دون أن يسجلها في سجلاتك السلبية. الصداقة أكثر العلاقات البشرية إنسانية بعد الأمومة ولكن ليس دائماً يكون رحم الأيام عقيماً من صديق وفي.
[/TABLE1]
هجربت البعض طوعا ً لأني
رأيت قلوبهـــــم تهـــوى فراقي ..نعم اشـــتاق !!!
ولكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي
وارغب وصلهــــم دوما , ولكن ..
طريق الذل لا تهواها ســــــــاقي !!!
لست أفضل من غـيري لكني
أملك قناعـــة قــــوية تجعلني أرفض مقارنة نفسي بأحد