العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-2013, 05:02 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

همي رضاربي غير متصل


Ham11 طول الامل والركون الى الدنيا

طول الأمــــــــــــل والركـــــــــــون إلى الدنيــــــــــــا

السؤال :قضية طول الأمل الذي هو يصيبنا جميعا -الله المستعان- والركون إلى الدنيا, يقول: حدثونا عن هذا الموضوع
برنامج (فتوى)
يوم الأحد 23/2/1431 هـ
الساعة الرابعة مساء



الشيخ د. عبدالعزيز الفوزان
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا, ولا مبلغ علمنا, ولا إلى النار مصيرنا, واجعل الجنة هي دارنا.
واجعلنا ربنا ممن يسارعون إلى الخيرات وهم لها سابقون.

هذا السؤال على يسْرِه وسهولته: موضوعه عظيم, وشأنه كبير.وما أوقع أكثر الخلق في المعاصي وفي ظلم العباد وانتهاك الحقوق والحرمات إلا طول الأمل, ونسيان الآخرة, والركون إلى الدنيا, والإخلاد إلى الأرض.

ولذلك يعتب الله عز وجل على عباده, فيقول سبحانه: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون - ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون - لاهية قلوبهم}.

إذن: طول الأمل -يا أخي- ونسيان الموت والدار الآخرة هذا الذي يقسّي القلوب, وهو الذي يجعل الناس يتساهلون بالمعاصي والمنكرات, وهو الذي أيضا يضعف هممهم ويُقعِد عزائمهم عن استباق الخيرات والمنافسة في الباقيات الصالحات, كأن الموت لغيرهم, وكأنهم في هذه الدنيا مُخلدون.

ولهذا يناديهم الله عز وجل, ويصيح بالأمم غافلين غارقين لاهين سادرين في غيّهم: {يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} سبحان الله! شيء عجب!

ويقول عز وجل في آية أخرى: {ألهاكم التكاثر}: التكاثر في الدنيا في الأموال والأولاد والمناصب والجاه, وغير ذلك من مُتَع الدنيا, {حتى زرتم المقابر}: حتى هجم عليهم الموت وانتزعهم من كل هذه الأموال والمتاع الدنيا, والذي أنفقوا أعمارهم كلها وأوقاتهم كلها لجَمعه, سبحان الله!

{حتى زرتم المقابر}!إذن: يجب على المسلم -يا أخي- أن يتذكر الدار الآخرة, وأنّ الله سبحانه وتعالى ما خلقنا في هذه الدنيا عبثا, ولم يتركنا سدى.
خلقنا لغاية واحدة, فهل عملنا لها؟!
خلقنا لعبادته سبحانه فقط.
وما أباحه لنا سبحانه وتعالى من الطيبات من أنواع المطاعم والمشارب والمناكح والفُرُش والمتاع الدنيوي لكي يعيننا على طاعته سبحانه وتعالى: ليست غاية لذاتها, سبحان الله!
ولهذا: النبي عليه الصلاة والسلام يقول -في الحديث الصحيح-: (الدنيا ملعونة) يعني مذمومة (ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالما ومتعلما).

فكل شيء -يا أخي- في هذه الدنيا يشغلك عن طاعة الله وعن ذكره فهو مذموم.
وما أعانك منها على طاعة الله من مال وولد وغير ذلك من متاع دنيوي: فهو محبوب محمود.
سبحان الله!

ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام: (نعم المال الصالح للعبد الصالح): ليس لكل أحد, سبحان الله.
{وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك}.
{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة}.

إذن يا أخي: كل ما أشغلك عن الله عز وجل والدار الآخرة فهو مذموم.
وكل ما حملك على معصية الله أو القعود عن طاعته فهو مذموم.
ولهذا يقول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا}: انظر هذا النداء الحبيب العظيم {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}: يعني عن طاعته {ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون}, نعوذ بالله من الخسران.

مع أنه في الآية الأخرى قال: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}. وامتنّ بها على عباده في آيات كثيرة, لكن إياك أن يشغلك حب المال والولد عن ذكر الله وعن طاعته.

ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام لابن عمر رضي الله عنهما -وأختم به, وكفى به في هذا الباب- يقول ابن عمر: أمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل): الغريب الذي يذهب إلى بلد آخر لقضاء حاجة أو مصلحة لا يؤمّل طول البقاء فيها, وهو يبحث عمّا يبلّغه سفره حتى يعود فقط (أو عابر سبيل): مسافر. كلنا -نحن- مسافرون!
والله -يا أخي- كل لحظة تمر علينا هي تنقلنا إلى الدار الآخرة وتبعدنا عن الدنيا.
نحن كما قال الأول:



تؤمّل في الدنيا طويلا ولا تـدريإذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجـر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمنـاوقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري
وكم من صحيح مات من غير علةوكم من عليل عاش حينا من الدهر


سبحان الله! يقول له: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح, وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء, وخذ لصحتك لمرضك, ومن حياتك لموتك







رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:08 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir