مت بغيظك يا الكبيسي

مت بغيظك يا الكبيسي
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له خصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لدميم
اللهم لك الحمد أن هيأت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أئمة أحيوا ما اندرس من السنن, وجاهدوا في إقامة الدين , ونفوا عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين. وإن الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب أجزل الله له الثواب وأدخله الجنة بلا حساب ولا عذاب لنحسبه منهم , فقد نصر الله به دينه, وأظهر به سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. قلَّ أن توجد دعوة على منهاج النبوة في القرنين الماضيين إلا ولدعوة الإمام المجدد أثر كبير عليها وعلى دعاتها.
أما أثرها على الأفراد والشعوب فلا يحيط به إلا الله, والذين انتفعوا بها وعرفوا فضلها فلا يحصيهم إلاربهم.
وهذه الدعوة التي قام بها الإمام المجدد رحمه الله قد شرق بها أهل الكفر والإلحاد والبدع والضلالات فرموها عن قوس واحدة, ووصموها بكل عيب تنفيراً وصداً , وقد حاولوا وأدها بالقوة, فمزقوا دولتها, وقتلوا أكثر أهلها, وأسروا من استطاعوا من علمائها وأمرائها , والحمد لله على قضائه.
ومن فضل الله عليها وعلينا أنها تعود في بضع سنين شامخة قوية, فيكيد لها أعداؤها مرة أخرى ويمكرون, وهي مع ذلك الكيد العظيم, والمكر الذميم, يديم الله فضله وإنعامه فتمتد الدعوة, وينتشر ظلالها في أقطار الأرض, وتستمر في عطائها, فتضيق السبل على دعاة الضلالة حنقاً وهوى مما يرونه من إقبال الناس على المعتقد الصحيح الذي دعا إليه رسل الله عليهم الصلاة والسلام ودعا إليه ورثتهم ومنهم الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. ومن أواخر أولئك الذي ضاقت صدورهم, واحمرت أنوفهم: أحمد الكبيسي, الذي قال إفكاً , وارتكب إثما, زاعماً أن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله صناعة يهودية!! وأقول:حسبك من شر سماعه, وليس ببعيد أن يصدق على الكبيسي و على حزبه المثل السائر: (رمتني بدائها وانسلت)! فالشر يطلب أهله.
وما ضر الإمام المجدد ولا دعوته التي هي دعوة الرسل مقولتك أيها الكبيسي شيئاً (
ما يضير البحر أمسى زاخرا ...أن رمى فيه غلام بحجر
بل هو أجر ساقه الله للشيخ رحمه الله , وعار جلبته لنفسك, واعلم أنه لا يضر الحق تسمية أهل الباطل إياه باطلاً .
وإني متحديك أن تقيم شاهداً واحداً على صدق إفكك!وأتحداك أن تأتي بأمر واحد خالف فيه الشيخ ما عليه السلف الصالح في الاعتقاد والمنهج!وإني مدرك عجزك! ولذا سأنصحك بأن تعرف قدرك, وتستر جهلك, وتتوب إلى ربك, وتكف عن المصلحين لسانك.وليتك تأخذ النصح : فتنظر في حالك, وتقبل على شأنك, وتدعو إلى التوحيد والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح فالقضاء غالبٌ، والأجل طالبٌ. وإني أحث طلبة العلم -جزاهم الله خيراً وأصلح شأنهم- إلى بث العلم الشرعي ونشره خاصة علم التوحيد فأمة محمد عليه الصلاة والسلام بحاجة ماسة للعلم النافع, وأن يتركوا بنيات الطريق, وأن يكونوا قدوة صالحة, وأن يوحدوا صفوفهم , وأن يكونوا على منهج السلف الصالح, وأن يكون غضبهم لله لا لأحزاب وجماعات, وأن يتقوا ربهم ويلزموا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم, وأن يتعوذوا بالله من العجز والكسل. (بنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم)