ضلع أعوج

ضلع أعوج حكمة الاختلاف...!! زينب إبراهيم الخضيري أغوتني حكاية روبنسون كروز في صغري، كان كروز يمارس إنسانيته بإتقان هادئ، ومرن، استطاع أن يتغلب على الظروف التي وقع بها وحيث أن الرجل محارب بطبعه، ويعشق الفتوحات ويستميت في الإخضاع، فقد أباد كروز أعشاب الملل الضارة والخوف من المجهول، وزحف نحو جذور إنسانيته وفطرته، مارس فضيلة العمل تلو العمل، فكر بكل شيء حوله من أجل أن يتعامل بانسجام مع بيئته الجديدة، واستثمر نفسه وطور عمله، في جزيرته المعزولة عن العالم حد الاختناق، ولنقل أنه استثمر بشريته بشكل رائع، استخدم كل ماحوله ببدائية ولكنه نجح في أن يعيش ويتعايش مع العزلة التي فرضت عليه إجباراً، قدرته الإنتاجية كانت عالية جداً، في حين انه لم تكن هناك آلات أو معدات يعتمد عليها، ولكنها قصة بطولة لرجل عاش معزولاً، واستثمر نفسه بالتعلم الذاتي والعمل. تداعت هذه الصورة في مخيلتي عندما لمست روح المبادرة من أشخاص يرغبون في العمل ولكنهم ليس لديهم أدوات أو قنوات اتصال، ولا يتمتعون بحس البحث عن المعلومة الصحيحة، حائرون لا يستطيعون المبادرة ولا يستطيعون التواصل مع الآخر. هذا التواصل الذي قد يتخذ تعبير السماحة والقبول للآخر وتلمس أفقه النفسي والعقلي والنفاذ إليه من خلال حوارات شائقة تمتع العقل وتوسع المدارك هي ما يجعل التواصل بين الإنسان وأخيه الإنسان جوهر الحياة، والاطلاع على الآخر هي المعادلة التي نتوصل لها لفهم الآخر وتقبله فهذه الثقافة وعلاقتها بالحياة الاجتماعية للأفراد والجماعات عبر عمليات التنشئة الاجتماعية هي أحد أبرز العوامل في تشكيل وظائف البناء الاجتماعي ومن أكثر العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية المعاصرة وتكون بمثابة لإتقان لغة الزمن الحديث من أجل الانخراط في جوقة الحياة نحو البناء. فكلما كان العمل على اكتشاف الآخر حراً ومثمراً كلما تطور وعي الإنسان بشكل أسرع وأقوى، وتطورت مهاراته وأدواته في التعامل مع كل شيء حوله. إن غنى التجربة الحياتية تسلح الإنسان بالقوة التي تحول دون الانسياق وراء أسباب ميثولوجية تبعدنا عن جادة الصواب، ف الاعتراف بالاختلافات قد يهدد إنسانيتنا، إلا انه بمجرد قبول أننا مختلفون فلن نضطر إلى تغيير بعضنا. وبطبيعتنا البشرية الميّالة للفضول والاكتشاف يتجه ذهني إلى تفصيلات حركة احترام المشاعر فهي شيء يتعين علينا أن نحرزه وبدرجات عالية فهو أفضل ما يتبقى لنا، لذلك الوقوع في التجارب لا يجب أن يتوقف. *اعلم أنك لا تجيد تعليق الأزهار لي، لذلك كان صيامي عن الكتابة حلاً لقلبي المرهق، فحنيني الموجع لا تجففه المناديل، الحنين خانق جداً.