وريثة ام كلثوم تتمرد على بدايتها !!!

كان الرئيس المصري حسني مبارك هو أول من اكتشف المطربة آمال ماهر التي غنت أمامه خلال زيارته لمبنى التلفزيون عندما كانت طفلة دون الرابعة عشرة من العمر.. وسرعان ما لفتت الطفلة الأنظار بأدائها المبهر لأغنيات أم كلثوم وصارت ضيفة على كل الاحتفالات الرسمية لتغني أصعب القصائد والأوبريتات التي يعدها الفنان عمار الشريعي الذي تبناها وأطلقها فنيا.. ولكنها بعد سنوات تمردت على ذلك وانفصلت عن الشريعي وودعت القصائد ثم أطلقت مؤخرا ألبومها الجديد الذي يضم أغاني سريعة وصورت منه أغنيات ظهرت فيها بنيولوك جديد يخالف مظهرها الكلاسيكي.




وطوال السنوات الماضية لم تكن آمال ماهر (التي تبلغ من العمر الآن 21 عاما) تعرف بين المصريين إلا باسم "وريثة أم كلثوم" وظهرت في القاهرة مقاهٍ خاصة لا تذيع إلا أغاني أم كلثوم وأغاني آمال ماهر التي تغنيها لها، وراجت أشرطة الكاسيت والسي دي التي تحمل الأغنيات التي تحمل تلك الأغنيات.. ولكن تطورات سريعة حدثت في حياتها فاختلفت مع والدها الفني عمار الشريعي وتركته واندلعت بينهما حرب كلامية عبر الصحف، وتزوجت وأنجبت طفلها عمر قبل أن تطلق سريعا.. ووسط هذه الأجواء غير المواتية بدأت التحضير لألبومها "اسألني أنا" واستمر العمل فيه متعثرا 4 سنوات حتى خرج للنور مؤخرا.

الزميلان أيمن خطاب ومحمد عبد الرحيم أجريا معها حوارا نشر في العدد الأخير من مجلة "سيدتي" السعودية حيث تحدثت لهما عن هذه التغيرات في حياتها وعن انحيازها للأغاني القصيرة السريعة على حساب القصائد الطويلة، وتخليها عن شكلها الكلاسيكي، وظهورها بــ "نيو لوك" جديد في كليباتها التي صورتها مؤخرا.. كما حكت لهما سبب فشل تجربة زواجها بسرعة شديدة.

وعلقت ماهر على تأخر صدور ألبومها الوحيد "اسألني أنا" لمدة 4 سنوات قائلة: "لا أحد يتخيّل حجم الإرهاق الذي تكبّدته على مدى هذه السنوات لإخراج الألبوم بالشكل الذي أرضى عنه، ويعجب الجمهور ويتقبلني من خلاله. لم أتوقف عن العمل خلال السنوات الأربع الماضية، وقمت بتبديل الأغنيات عشرات المرات حتى خرج الألبوم بشكله النهائي".

وقالت: "تأخرت ربما لأنني أحب الدقة والتركيز في اختيار الكلمات والألحان حتى تتناسب مع إمكاناتي الصوتية، وتفجّر موهبتي وتظهرها، إلى جانب أنني مررت بالكثير من الظروف الشخصية المؤلمة التي أجبرتني على تأجيل طرح الألبوم، ولكنني اعتبرت هذا التأخير في صالحي، فكلما كنت أعود لأستأنف العمل في الألبوم، تعجبني أغنيات جديدة، فأضمها للألبوم، حتى تأتي مرحلة جديدة، وتعجبني أغنيات أخرى.. وهكذا !!".

وأشارت في هذا المجال إلى أن التأخير لم يسبب خسائر فادحة لشركة "عالم الفن" التي أنتجت الألبوم ولم يغضب المنتج محسن جابر فهو "فنان، ولا ينظر إلا لمصلحتي الشخصية والفنية، ويعرف أنه لا يجب أن أعمل أو أغنّي بينما الحزن يسيطر على مشاعري بسبب أمور شخصية سيئة"، كما نفت أن يكون المنتج فرض عليها أغنيات بصفته أكثر خبرة بأحوال السوق بل ترك لها حرية القرار باعتبار أنها من ستغني وتتحمل المسؤولية.

لست متمردة

وردت ماهر على سؤال حول عدم تقديمها قصائد غنائية في الألبوم رغم أنها كانت سبب شهرتها فقالت: "فضّلت الأغنيات القصيرة ذات الإيقاع السريع أو الهادئ؛ لأنها تتناسب مع روح العصر"، وقالت عن القصائد "سأقدمها إذا جذبتني، وربما لم يصادفني الحظ في العثور على قصيدة مناسبة؛ لضمها لألبومي (اسالني أنا)".

ونفت أن يكون اختيارها لترك القصائد تمردا على أم كلثوم وقالت "لم يراودني هذا التفكير على الإطلاق. قدمت الشكل الطبيعي للأغنية بلا تعقيد، وكثير من المطربين كانت بدايتهم أغنيات قصيرة، ثم قدموا القصائد مثل أصالة التي قدمت بعد سنوات من ظهورها قصيدة «اغضب»، بعد الكثير من الأغنيات القصيرة الناجحة؛ لذا أردت أن يكون محتوى ألبومي الأول الذي هو عنوان انطلاقتي، وبدايتي الحقيقية أغنيات قصيرة مميزة خاصة بي، بعيداً عن الشكل التقليدي للقصائد التي اعتادها مني الجمهور عندما قدمت أعمال (كوكب الشرق) على مدى سنوات طويلة من عمري، وربما يأتي وقت بعد ذلك لتقديم القصائد الغنائية بشكل يناسبني".

وأضافت "ليس تمرداً، لكنه تحقيق لحلمي البسيط، وهو صناعة المطربة آمال ماهر بشكل متفرد بعيداً عن أم كلثوم التي ارتبطت بها أذهان الجمهور، فقبل إصدار الألبوم كنت (آمال) التي تغني للسيدة أم كلثوم، وكان هناك من يراني مجرد مقلدة لأم كلثوم رغم أنني كنت أقدم أغنياتها بإحساسي الخاص، ولم أقلدها حرفياً كما فعل غيري لدرجة أن البعض منهن أمسكن بمناديل حريرية على طريقتها!!

هناك أيضاً من رآني مجرد مطربة تحاول ارتداء عباءة أم كلثوم حتى تكسب تعاطف جمهورها العريض، وكانت الأقلام المنصفة لي قليلة حتى شعرت بأنه قد آن الأوان أن تغني آمال ماهر لنفسها".

واعتبرت ماهر أن القصائد القصيرة تعد الشكل الأمثل للغناء الآن، "فلا يمكن حالياً أن أقدم قصائد أو أغنيات طويلة تصيب الجمهور بالملل وخاصة في ألبوم"، واعتبرت أن ما يفعله الفنان كاظم الساهر بغنائه لقصائد طويلة يختلف عن الوضع الذي كانت تمر به "لأنه يغني قصائد اختارها بنفسه، ولم يغنّها أحد قبله؛ أما أنا فكنت أغنّي قصائد وأغنيات طويلة لا أمتلكها، لأنها من تراث أم كلثوم، وليست من نتاج مشواري الفني".

وأكدت في النهاية أنها لا تعتبر أن زمن القصيدة الغنائية ولى، فهي باقية طالما الغناء باق، "والدليل أن قصيدة (سكن الليل) يطالبني بها الجمهور بضمها لأحد ألبوماتي".


لا خلاف مع الشريعي

ونفت ماهر أن تكون حدثت بينها وبين الفنان عمار الشريعي خلافات تستحق الضجيج الذي حصل في وسائل الإعلام "فأنا أكن له كل احترام وتقدير وحب، وما حدث بيننا هو مجرد خلاف في وجهات النظر بين أب وابنته، وما يؤكد ذلك أن الخلاف في الرأي بيننا كان بسبب موضوع شخصي، وليس فنياً وسرعان ما انقشع الدخان لولا الذين يحبون النفخ في النار!".

وقالت إنه على عكس ما يروج له عن مقاطعة الفنان عمار الشريعي لها في ألبومها الأخير فإن الملحن الكبير "كان معي خطوة خطوة، وشاركني في كل الاختيارات، وكانت آراؤه مهمة في الألحان، فخبرته مذهلة، وكان معجباً بكل ما قدمته في الألبوم، وسأتعاون مع الأستاذ الشريعي بصورة مؤكدة في ألبومي الثاني بشكل مباشر".

وتطرق الحوار إلى الألبوم الذي كانت أصدرته باللهجة الخليجية وقالت إنه كان تجربة ممتعة "فألحانه كلها للموسيقار د.عبد الرب إدريس، وكلمات الأمير خالد الفيصل. أردت أن أغنّي بلهجة مختلفة عن اللهجة المصرية خاصة أن الكلمات راقية والألحان رائعة، إلى جانب أنني فكرت في اقتحام الخليج والتعرف على جمهوره وعلى شكل غنائي جديد بلهجة مختلفة كتحد في حياتي الفنية" ولكنها نفت أن تكون حصلت على أي مقابل مادي عليه قائلة "كان المقابل معنوياً أدبياً، فلم أحصل على جنيه واحد".

وأرجعت ماهر نجاح المطربات اللبنانيات في سحب البساط من تحت أقدام المطربات المصريات إلى أنهن "لا يقدمن إلا الإثارة مثل هيفاء ودومينيك ومروى، وليس الفن إلا فيما ندر، وهناك فقط أصوات لبنانية قليلة أحترمها مثل إليسا وماجدة الرومي"، وأشارت في المقابل إلى أن ما يعيب المطربات المصريات هو "سوء اختيار الكلمات أو اللحن وتعجّل الشهرة والنجاح".

هكذا.. سأرقص!

وقالت ماهر إن المخرج طارق العريان بذل معها جهدا رائعا في كليبها المصور "ايه بينك وبينها" الذي أخرجه قبيل زواجه من الفنانة أصالة وتم تصويره في أوروبا، ولكنها عبرت عن عدم رضاها عن الشكل الذي ظهرت به في هذا الألبوم وقالت "حتى أكون شديدة الصراحة فإنه لم يعجبني على الإطلاق المكياج الخاص بي، خاصة أن من قامت بوضعه لي ماكيير رومانية تعاملت معي لأول مرة؛ نظراً لضيق الوقت وتعثر حضور ماكيير مصري أو لبناني، ولذا كان فيه بعض المبالغة التي لم ترُق لي، وهذا الانتقاد غير متعلق بالمخرج طارق العريان على الإطلاق؛ لأنه قدم أفضل ما عنده".

ودافعت من ناحية أخرى عن الملابس التي ظهرت بها في الكليب والتي وصفها البعض بأنها جريئة وساخنة وقالت "الفستان السواريه الأزرق الذي ارتديته في «الكليب» عادي، ولا يخدش الحياء، وسبق لأساطير الغناء في عالمنا العربي ارتداؤه مثل ليلى مراد وفايزة أحمد".

وكشفت ماهر عن استعدادها "للرقص" في كليبها المقبل مع المخرج شريف صبري مكتشف المغنية روبي ولكنها وضعت شروطا لذلك "إذا كان استعراضاً راقياً، كما فعلت ماجدة الرومي التي أذهلني التطور الذي قدمته في أغنيتها، خاصة أنها لم ترقص بل قدمت حركات استعراضية بعيداً عن الابتذال أو الإغراء، وربما قد أؤدي مثل هذه الحركات الخفيفة الظل والشقية فقط، إذا أراد ذلك شريف صبري أو أي مخرج آخر، وأم كلثوم كانت تؤدي في أغنياتها مثل هذه الحركات الرومانسية الكلاسيكية الاستعراضية؛ حيث كانت تتمايل مع الكلمات فيصفق لها جمهورها بحرارة!".

وعندما سئلت: ألا تخشين أن يحاول تقديمك بشكل قريب من روبي؟ أظهرت ضجراً شديداً من السؤال، وردّت قائلة: "ليس لي علاقة بروبي أو بكيفية تقديمه لها، فهو أخرج أيضاً كليبات محترمة لـ راغب علامة وعمرو دياب ونوال الزغبي وأخيراً أغنية هيثم سعيد الذي كان يغني لفتاة محجبة، وهو قمة التضاد، ويؤكد أنه مخرج متمكن متعدد الأدوات".

طلاقي... تجربة قاسية

وقالت ماهر إنها متفرغة حاليا لرعاية ابنها عمر، وعندما كانت منشغلة بالإعداد للألبوم كانت تتابعه بصفة دائمة مع مربيته الخاصة، وأكدت أن التفكير في الزواج مرة أخرى بعد طلاقها السريع لا يشغلها حاليا لأن "الزواج يتطلب أشياء كثيرة أهمها التفرغ لمتطلبات الأسرة، وهو ما لا يمكن أن أفي به حالياً مع ارتباطاتي الفنية، رغم محاولات أسرتي"، ولكنها اعتبرت أن هذا لا يعني أن الزواج أصبح أمرا مستبعدا "فسأتزوج بالتأكيد، فما زال عمري 21 عاماً، ولكن يكفيني ابني عمر في الوقت الحالي".

وأشارت إلى أن تجربة طلاقها السريع مثلت لها بالفعل تجربة قاسية "ورغم أنها لم تكتمل أو يكتب لها النجاح إلا أنها منحتني خبرة حياتية ونضوجاً فكرياً كبيراً"، معتبرة أن الطلاق "كان نهاية طبيعية لاختلاف وجهات النظر" وشددت أيضا على أنه "نصيب. فهناك رجل وامرأة يتزوجان عن توافق كامل، وبعد قصة حب ساخنة ورغم ذلك يحدث الانفصال".

وعندما سئلت هل تشعرين بالندم على قرار الزواج السريع الذي أعقبه طلاق أسرع؟ قالت: "على الإطلاق. فلقد استفدت كثيراً، وتولدت بداخلي مشاعر لم أشعر بها من قبل كالهجر والحزن والحب كما تعلمت الصبر والدقة في الاختيار، وتغيير أسلوب حياتي تماماً، وابتعدت عن التسرّع" وعندما سئلت: ماذا خسرت؟ قالت: "كسبت ابني عمر".

العربية

JOKAR