ذهبت الشركات الكبرى.. وبقيت الصغرى!!!

لم يعد المستغرب بالنسبة للمراقبين اضمحلال صناعة السيارات البريطانية بعد ازدهار ملحوظ في الخمسينات والستينات بقدر ما أصبح استمرار القليل المتبقي منها في وقت يشهد تكتل العمالقة في تحالفات صناعية ـ تجارية ضخمة. إلا أن اللافت في ظاهرة استمرارية شركات السيارات البريطانية المحافظة حتى الآن على استقلاليتها أن معظمها من الشركات الصغيرة التي تنتج سيارات رياضية أو مركبات مبتكرة من فئة السيارات الفاخرة.
مستقبل هذه الشركات يبدو واعداً رغم ان شركات اكبر، مثل«روفر» و«إم جي» أفلستا فيما انضمت «جاغوار» و«لاندروفر» إلى شركة فورد الاميركية وأصبحت شركة «بنتلي» تابعة لفولكسفاغن الالمانية و«رولزرويس» والانواع الصغيرة من سيارة «ميني» إلى »بي ام دبليو«. رغم ذلك، صمدت شركات السيارات الصغيرة المتميزة بشخصية يعتبر الكثير من البريطانيين انها تراثية.

الشركة الاولى التي تتبادر الى الذهن بين هذه الشركات هي شركة سيارات مورغان التي تأسست عام 1910 والتي تصف نفسها بأنها أقدم شركة «عائلية» لصناعة السيارات. ورغم ان طموحاتها التجارية محدودة ـ فهي تكتفي بانتاج 550 سيارة فقط في السنة ـ فلا يزال لديها الوقت الكافي والمال الكافي لإدخال تطورات مستجدة على صناعتها. وفي هذا الاطار ايضا يمكن إدراج مدينة بريستول المعروفة بصناعة الطائرات كونها تنتاج السيارات أيضا منذ 60 سنة. ومن انتاج مدينة بريستول، في الوقت الحاضر، سيارات« بلينهايم» الكوبيه والسيارات الرياضية «فايتر».

إلا أن بعض الشركات البريطانية الصغيرة تعتمد، رغم استقلاليتها عن الشركات الكبرى، بريطانية جذورها، على التمويل الخارجي لانتاجها، فشركة «تي في آر» يدعمها ماليا رجل الأعمال الروسي نيكولاي سمولنسكي، أما شركة «ماركوس» فهي مستمرة في الانتاج بدعم مالي كندي فيما يعود الفضل في استمرارية شركة «لوتس» الى تملكها من قبل شركة بروتون الماليزية.

شركة «تي في آر» تنتج حاليا ثلاثة موديلات. وفي الآونة الاخيرة أدخلت تعديلات على موديل «تي إس» بطرازين جديدين في مسعى منها لان تصبح «أستون مارتن» أخرى.

وبموجب مشاريع التوسع التي حددتها لنفسها تتوقع الشركة ان تصل مبيعاتها الى حوالي ثمانمائة سيارة بنهاية العام الحالي، علما بانها كانت تبيع حوالي الالفي سيارة سنويا في اواخر التسعينات. وتقول الشركة انها تعاني من «دخول» الشركات الكبرى قطاع السيارات الرياضية الصغيرة، وهذه المنافسة كانت السبب المباشر لخسائرها في السنوات التي سبقت تملكها من المليونير الروسي سمولنسكي. أما شركة «لوتس» فهي تخطط لطرح سيارة جديدة ستكون بمثابة بديل لموديلي «أكسيج» و«اليس» مع طراز كوبيه للسوق الاوروبية. وتعد الشركة ايضا موديلا بديلا للسيارة الاسطورية «إيسبريه». ورغم ان معظم هذه الشركات البريطانية المستقلة يركز على ماضيه في انتاج السيارات الفاخرة، تظهر بين وقت وآخر شركات تنتج سيارات جديدة، فعلى سبيل المثال ظهرت هذا العام في مدينة مانشستر شركة بارابس لتطلق سيارة رياضية جديدة هي «تي كيه آر» بعد أن أمضت عشر سنوات على تطويرها. وقوة محرك هذه السيارة 749 كيلووات/ 1019 حصانا وسرعتها تبلغ 380 كيلومترا /ساعة. وتطرح السيارات الاولى للبيع في وقت لاحق من العام الحالي بسعر 438 ألف يورو (561 ألف دولار) مع تخطيط لإنتاج 100 وحدة سنويا.

وفي مدينة ديفون طورت السيارة المفتوحة ذات المقعدين «دبل آر» وهي تعتمد على الشكل القديم لسيارات السباق «فورميولا 1» بأسعار تبدأ بألف يورو. وتخطط الشركة لإنتاج سنوي لا يتجاوز الـ 25 سيارة فقط.

الشرق الاوسط

JOKAR