قال تعالى
((ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون ))
من سمة العلاقة الزوجية الحب الصادق الذي يتوشحه شئ من الغيرة المحمودة
وجميعنا يعلم بأن الغيرة غريزة فطرية يولد بها الإنسان
فعندما تكون موجودة تجعل الحب في حالة مستمرة
ولكن إذا زادت جرعة الغيرة إلى الدرجة الغير محمودة
فتصل إلى مرحلة الشك ((الوسواس القهري))
فماذا سيحل بالسكن الزوجي والاطمئنان الأسري
وماذا سيولِـد الشك داخل النفس البشرية
أيها السادة الكرام
ما أقبح الشك عندما يدخل قلب الرجل حتماً سيهرول الحب والعاطفة من الباب
فمن الملحوظ إن المرأة تكره الرجل الشكاك الذي يطعنها في قلبها
و يشك في شرفها وهي بريئة
إن بعض الأزواج المرضى بالشك تسيطر عليهم أفكارقد تصل بهم لدرجة
الاعتقاد الجازم فتصبح شغله الشاغل ويقوم بالتصرف بناءًاعلى اعتقاده الخاطئ
ويتخذ كل إجراءات التحري على زوجته المغلوبة على أمرها
فيقوم بالتجسس عليها .. بكل الوسائل الممكنة
فيتصنت على هاتف المنزل ويراقب جوالها
ويفتش حقائبها وقد يصل به الحال للعودة من العمل في غير الوقت المحدد
وعمل جولة تفتشيه في زوايا المنزل
وربما يلجأ إلى التسجيلات والمشي خلف سيارة السائق ليتأكد
هل ذهبت لعملها أو المشوار المتفق عليه أم لا
كل ذلك ليثبت صحة اعتقاد شكه الباهت..!!
فبذرة الشك تنمو بداخله يوماً بعد يوم وتكون كل الحلول في طريقه مستحيلة
لـِ يشاهد الأطفال ذاك المشهد المأسوي اليومي من مشادات كلامية
وعنف حواري قد يصل لضرب المبرح أحياناً
لـِ تصبح الحياة بينهما على طرف هاوية
ربما الوضع سيختلف قليلاً عندما تشك المرأة بزوجها
لان المرأة قد تضحي براحتها النفسية وتمد حبال صبرها للرجل الشكاك
من أجل أبنائها
فتراها تتحمل كل أنواع الضغوط النفسية والاجتماعية
التي تتعرض لها على إثر ذلك بسبب محاولة منها لاستقرار حياتها الزوجية
أيُّها الرجل ...
تحكم في إرادتك ودعك من سوء الظن وتأمل
قول الله تعالى: « يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن
إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ا ولا يغتب بعضكم بعضاً »
هدانا الله جميعاً لطريق الرشاد
أختكم في الله
قمر الزمان
العرض الشجري
