إصابات الكتف

إصابات الكتف متعددة .. ويمكن الشفاء منها

قد يكون الكتف بريئا من الآلام
أشار اختصاصي الطب الرياضي محمد الهران، إلى أن أغلبية ممن يحضر إلى الطبيب شاكيا من آلام في الكتف، يكون الكتف بريئ من آلامهم. فقد يرجع السبب إلى عضلات الرقبة او الظهر وعوامل أخرى محيطة بالمنطقة. ولذا فإن تشخيص مشاكل الكتف تأخذ وقتا طويلا في الفحص الإكلينيكي حتى يتم الوصول الى السبب الرئيسي للألم.

حالات الخلع التي تستدعي إجراء العملية
أكثر حالات خلع الكتف شيوعا هي ما يحصل نتيجة للحوادث. وبخاصة إذا ما كانت من جراء سقوط من مكان مرتفع أو من جراء عراك تم خلاله سحب اليد. ويكمن لب المشكلة هنا في إن الشاب متى ما خلع كتفه مرة فإن قابليته للخلع مرة ثانية تزداد تصاعديا. فمثلا فرصة تكرار خلع الكتف لشخص في العشرينات من عمره تصل الى 90%. وبالمقارنة فإن نسبة تكرار حدوث الخلع في سن الأربعين لا تتعدى ال10%. وعليه فقد نصح الدكتور حمد بان يبادر الشاب بإجراء العملية متى ما تكرر لديه الخلع للمرة الثالثة له.
آلية الخلع

أضاف الاختصاصي حمد قائلا ' متى ما تمزقت الأربطة فإنها لن تعود طبيعيه وعليه سيتكرر الخلع. بالإضافة إلى ذلك فان تكرار الخلع سيسب عيبا في الارتكاز والتثبيت. فالقاعدة التي تعمل كمثبت ودعامة والمسماة 'الليبروم'، تتأثر نتيجة لتكرار الخلع ويترتب عليه التحامها بشكل خاطئ '.

العلاج .. وفترة النقاهة
بالنسبة لحالة الخلع المتكرر، فقد أشار الاختصاصي حمد، الى إنها يمكن علاجها بالتدخل جراحيا باستخدام المنظار. حيث يتم من خلاله عمل فتحتين في منطقة الكتف وإعادة العظام إلى أماكنها وشد أربطة وعضلات الكتف. ونسبة نجاح هذه العملية تصل إلى نسبة موازية لتلك التي تجرى من خلال الكتف المفتوح ، بيد انها تتميز بمضاعفات وآلام اقل وفترة نقاهة اقصر. وفي الغالب تنتج عنها عودة حركة مفصل الكتف إلى سابق عهدها بعد فترة من الزمن. فحتى لو كان المصاب لاعبا فسيستطيع العودة إلى ممارسة الرياضة. بيد ان الفترة الزمنية لذلك تعتمد على الحالة المرضية.

عمليات فتح الكتف
وقد لا يمكن في بعض الحالات العلاج استخدام المنظار وعليه فيتم إجراء عمليه يتم فيها فتح منطقة مفصل الكتف جراحيا. ويقتصر هذا الإجراء على بعض الحالات، مثل أن يسبب تكرار الخلع تآكلا في العظام المفصلية أو ظهور نتوءات تغير في شكله. وعليه فيجب هنا إعادة ترميم العظام. بأخذ عظمة من مكان آخر وإضافتها لمكان التآكل وإزالة أي تكلس او نتوء لإعادة شكل المفصل الطبيعي قدر الإمكان، ثم يتمم ذلك بتثبيت المفصل في مكانه عن طريق شد العضلات والأربطة.

كسور غريبة في الكتف
'ازدادت الحالات عن الامر المنطقي والمعقول'. هكذا علق الدكتور على حالات كسور الكتف من جراء حوادث السيارات، ثم تابع 'لا يقتصر الأمر على الأعداد الكبيرة التي نتعامل معها فقط، بل ان من يرى حالات كسور الكتف التي كنا نتعامل معها في كندا يدرك ان الكسور في الكويت تتميز بالتعقيد والتفتت، يعني حتى كسورنا تتم بطريقة 'دفاشة'. ويرجع السبب الى السرعة الجنونية وعدم لبس حزام الأمان لقائدي السيارات. وعدم لبس الخوذة ولباس الأمان لقائدي الدرجات'.

مرض منتصف الثلاثينات
مرض منتشر لمن هم في منتصف الثلاثينات، تطرق له الاختصاصي وهو تنادر الانضغاط تحت الأخرمي Subacromial Impengement Syndrome. وغالبا يحدث نتيجة للاستخدام المزمن لمفصل الكتف في وضع معين يتطلب رفع اليد باستمرار مما يفسر كثرة ظهوره لدى العمال ( بخاصة الصباغون). وآلية المرض هنا تطورية وتحدث مع استخدام العضلات المديرة لمفصل الكتف بصفة مزمنة واستمرار احتكاك عظمتين (رأس عظمة العضد وعظمة الترقوة) مما يؤدي إلى تكون منطقة متآكلة. وفي مراحل الإصابة الأولى، يصاب الشخص بتهيج في الأنسجة، ويشتكي من الم حاد عند قيامه بحركات كعينه مثل تلك التي تعمل في لبس الغتره أو الحجاب.

التشخيص
يتعرف الطبيب على الحالة عن طريق الفحص الإكلينيكي، للاستدلال على قوة العضلة وطبيعيتها. وأضاف الاختصاصي قائلا 'هذه النوعية من المرضى يصيبهم الألم في أوضاع معينة، بينما قد لا تزال عضلاتهم محتفظة بقوتها نسبيا. ومن الأعراض يتم تشخيص الحالة من دون الحاجة إلى تصوير إشعاعي'.

العلاج
في المرحلة الاولى من العلاج يلجأ إلى استخدام مضادات الالتهابات والخشونة. بالإضافة إلى العلاج الطبيعي، حيث يتم التركيز فيها على بناء العضلات التي ستعمل على إبعاد رأس عظمة العضد عن موقع الاحتكاك'.
كما يمكن للطبيب أيضا استخدام ابرة تحتوي على عقاري الكورتيزون والإكسزايلوكين وحقنها في 'مكان الاحتكاك' وهو فراغ صغيرتحت النتوء الاخرمي يسمى (sub-acromium space) وبما إن المساحة هنا محدودة وصغيرة، فيتم فحص المريض بعد الحقنة. فإذا تم حقن المريض في المكان بالضبط فسينتج عن ذلك اختفاء الألم خلال ساعة أو أكثر. بيد إن عدم حصول ذلك لا يلغي فائدة الحقنة بل سيؤخر من فترة اختفاء الألم. وتساعد هذه الحقنة على إراحة الألم لمدة ستة أشهر ولكن في بعض الحالات قد يعود الألم قبل ذلك، مما يدل إلى عدم جدوى استخدام هذه الحقن. وعليه ينصح المريض بإجراء العملية.

مشكلة العلاج الطبيعي
وحول العلاج الطبيعي أشار الدكتور إلى وجود مشكلة في عدم صبر المصابين عليه للحصول على النتائج الإيجابية، ذلك لأنه يستغرق مدة طويلة من الزمن. وعليه فقد شجع المصابين على التحلي بالصبر في انتظار تحسنهم من جراء جلسات العلاج الطبيعي.

شكرا للكوادر الخاصة
كما ذكر الدكتور ان كورس العلاج الطبيعي للمرضى عادة ما يستغرق الأشهر الستة. ولكن قد لا يلتزم البعض منهم بذلك مما يسبب تأخر الشفاء. وقد اعزي ذلك إلى ازدحام قسم العلاج الطبيعي التابع للرازي. مما يترتب عليه التقنين في الجلسات نتيجة للنقص في كادرهم الطبي والذي لا يستطيع استيعاب هذه الكمية الكبيرة من المراجعين. وعليه فكثرة الضغط تسبب ان البعض يفضل اللجوء الى العلاج الطبيعي الخاص. وقد وجه الشكر إلى كل من الاختصاصيين نجيبة القطان والهام الحمدان وعزيز الفيلي. وذلك لأدائهم المتميز مع مرضاهم.

حقن مفيدة يجب اخذ الاحتياطات في استخدامها
وأما عن عقار الكورتيزون، فوضح الاختصاصي حمد انه عقار مفيد جدا، فاستخدامه يهدئ من تهيج الأنسجة، ويقلل الألم، مما سيساعد على القيام بالعلاج الطبيعي. وبشكل عام فحقن الكورتيزون متطورة وتختلف أنواعها وجرعاتها، وتعد من المضادات الالتهابية والمسكنة للآلام الجيدة. ونادرا ما تحصل حساسية من هذا العقار. بيد انه لا يمكن إنكار أن لكل عقار آثارا جانبية. وعليه فلا يتم حقن الصغار بالكورتزون إلا لحالات الضرورة فقط. وغالبا ما يبدأ الحد الأدنى لوصفها من عمر 35 سنة. وذلك حتى لا يتكرر استعمالها مع تقدم العمر. وأما بالنسبة للكبار، فغالبا لا يتم حقنهم بأكثر من 3 مرات اعتمادا على حسب الحالة والنتيجة المرغوبة. ونبة الاختصاصي إلى وجوب التقنين من استخدام هذه الحقن في الأوتار، ذلك لأن الإكثار هنا قد يؤدي إلى حالات من الالتهابات وإضعاف الوتر أو قطعه في أسوء الحالات.

استخدام الرياضيين الخاطئ لها
وعن الممارسات الخاطئة فقد استاء الدكتور من اخذ بعض اللاعبين جرعات من حقن الكورتيزون دون رقابة. وذلك لان العديد من اللاعبين أشاروا إلى استخدامهم لهذه الحقن في معظم الأحيان أثناء المباريات وذلك بغرض التغلب على بعض الآلام التي تعيق من لعبهم. ونبه الى وجوب استشارة الاختصاصيين قبل اخذهم لهذه الحقن.

التدخل الجراحي بالمنظار والفتح
معظم عمليات الكتف أصبحت تجرى الآن باستخدام المنظار. وأما مشكلة عمليات الكتف المفتوحة فهي إن الألم لا يختفي بل يظل يقل تدريجيا مع مرور الوقت. ويلاحظ انه بعد مرور سنة تنخفض نسبة الألم كثيرا وتبقى تلك النسبة ملازمة للفرد طوال عمره.

العلاج، نصفه جراحي ونصفه التزام
استدرك الدكتور قائلا' نصف العلاج يعتمد على نتائج العملية وأما النصف الثاني فيعتمد على المريض الذي يجب عليه الالتزام بالعلاج الطبيعي، حتى يزيد من مرونة وقوة العضلات وعليه تقل لديه الآلام وتزداد عنده فرص الشفاء'.

تيبس الكتف
وأما الحالة الثانية التي لفت الاختصاصي الانتباه إليها، فهي الإصابة بتيبس الكتف. وينشأ هذا المرض من تليف حافظة مفصل الكتف وما يتبع ذلك من التصاقات داخله وتقلص حجم العضلات المحيطة بالكتف. وحول هذا الموضوع قال'على الرغم من ازدياد حالات الإصابة بهذه الحالة فان السبب لا يزال غير معروف، ولكنها مرتبطة بالنساء ممن تعدين عمر الخمسين خاصة ممن يعانين من مرض السكري الشائع جدا في الكويت. وتتميز هذه الحالة بالإحساس بالألم الحاد والمستمر حتى أثناء الراحة وتزيد حدته ليلا. ومع مرور الوقت تتطور الحالة لتسبب فقدان المرونة وتجمد الكتف.

التشخيص
الفحص الإكلينيكي الدقيق يكشف هذا المرض، حيث يلاحظ تضخم في المفصل وتقييد في الحركة المفصلية خاصة تلك التي تستعمل أثناء دوران الذراع. واستنادا الى الدراسات والخبرة، فقد أشار الاختصاصي إلى إن معظم هذه الأعراض تذهب من تلقاء نفسها بعد مدة من الزمن تتراوح بين الاشهر الستة والسنة. ولكن قد لا تزول هذه الأعراض في حالات قليلة وتلازمهم إلى مدة تصل إلى 5 سنوات. وللأسف فإن زوال الألم في هذه الحالة لا يقتضي عودة الكتف إلى طبيعته وذلك لان الحركة ستأخذ وقتا طويلا حتى تتحسن ولكنها لن تعود الى طبيعتها السابقة.

العلاج:
وعن خطة العلاج لهؤلاء المرضى، فقد لخصها الاختصاصي حمد كالتالي: 'نبدأ بالعلاج التحفظي وهو كورس من عقار الستيرويد وحقنة من الكورتيزون المضاف له الإكسزايلوكين في مفصل الكتف كما يتضمن جلسات من العلاج الطبيعي. ويحقق هذا النوع من العلاج نتائج ناجحة للمراحل الأولى من المرض. ثم يتم الكشف على المريض بعدها بأسبوع لتحري الانخفاض في نسبة الألم، وإذا لم تتحسن الحالة، فيتم تكرار العلاج نفسه. ويجب التنبيه الى ان الخطر على الأوتار هنا من تأثير الحقنة غير موجود ذلك لأنها تعطى في المفصل وليس في الرباط. وبعد ذلك بأسبوع يفحص المريض وقد يتم حقنه للمرة الثالثة إذا لم يتحسن الألم لديه. وإذا لم تنفع هذه الخطوات فيقرر الطبيب اللجوء إلى عملية المنظار وقص الكبسولة المتورمة والسميكة للسماح للمفصل بالحركة.

النتيجة
وأضاف الدكتور: 'عادة ما تكون النتيجة ممتازة، فيختفي الألم وتعود وظيفة المفصل وقوتها إلى حد مقبول فقد يقتصر التأثير السلبي لهذه الإصابة على عدم القدرة على أداء حركات خاصة مثل تلك المستخدمة لتركيب 'اللمبات الضوئية' فقط.

حالات نادرة
الحالات النادرة التي أشار اليها، الدكتور هي حالة مصاب ممارس لرياضة رفع الأثقال وكمال الأجسام ومدرب ايضا، أحس فجأة أثناء تدريبات رفع الأثقال، بقطع في كتفه مع ألم حاد في صدره مصحوبا ببروز في عضلة الصدر. وعندما راجع قسم الطوارئ في الرازي تم تحويله الى طوارئ مستشفى الصباح لفحص قلبه الذي ثبتت بعدها سلامته. ولذا فقد عاد المريض مرة أخرى واكتشف ان ما يسبب آلام صدره هو قطع في وتر عضلة الصدر. وهنا أشار عليه الدكتور بأن علاجه يكمن في عملية لإعادة وصل او ربط هذه العضلة. وانه يجب إجراؤها خلال مدة لا تزيد على الشهرين حتى يتم تفادي مضاعفات ضعف العضلة. وهذه الحالة نادرة جدا ولم يتم إجراء عملية لربط هذه العضلة إلا على 200 حالة في العالم.
وقد تم اخيرا إجراء هذه العملية الفريدة من نوعها لأول مرة في الكويت على يد الاختصاصيين حمد الهران وحسين المطيري كفريق عمل واحد. وتؤكد النتائج إمكانية عودة المريض إلى سابق عهده، ومن المتوقع ان يعود لممارسة رياضة رفع الاثقال بعد عدة أشهر.

احذر هبوط السكري
ومن الحالات النادرة التي استشهد بها الدكتور، هي حالة لشاب مصاب بالسكري، خلعت كتفاه وكسرت عظمتا اللوح والترقوة في الجانبين. وكل ذلك نتيجة لإصابته بهبوط في السكري الذي بدوره سبب حدوث الصرع، ومن شدة النوبة وحدة شد العضلات التي تعرض لها حصل له خلع في الكتفين وكسور. ولكنه عاد طبيعيا بعد العملية.

القبس