هل أنا فعلاً موجود في هذه الدنيا ؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد:

يراودني سؤال منذ قديم الزمن

هل أنا فعلاً موجود في هذه الدنيا ؟

إذا كنت موجود فهل لي تأثير في هذه الحياة الدنيا؟

قد يقول البعض لا يسأل هذا السؤال إلا موسوس

أقول لنستعرض التأريخ ونرى مايقول

يقول الشاعر:

قد مات قوم و ما ماتت مكارمهم**** و عاش قوم و هم في الناس أموات

يقولون أن الشاعر المتنبي ملأ الدنيا وشغل الناس فكان له البيت الأتي:

انا الذي نظر الاعمى الى ادبي **** وأسمعت كلاماتي من به صمم

هذا يدل على ثقته وإثبات وجوده في هذه الحياة الدنيا

التأريخ مليء بإجابات لا حصر لها

السؤال هل أنت أخي الحبيب لك تأثير في هذه الحياة الدنيا

يقولون فلان وجوده كعدمه يعني لافائدة منه

في الحديث:مرت جنازة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (مستريح ومستراح منه) فقال الصحابة: مالمستريح والمستراح منه يا رسول الله ؟؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا واذاها الى رحمة الله عز وجل ).
والعبد الفاجر يستريح منه البلاد والعباد والشجر والدواب .او كما قال صلى الله عليه وسلم.
ولعل البهائم والحيوانات والحيتان تدرك هذا ولذلك فإن طالب العلم ومعلم الناس الخير ليستغفرله كل شئ حتى الحيتان في البحر . فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير )) رواه الترمذي .
وإن بعض الحيوانات لتموت في جحرهاً كمداً من ظلم الظالمين . فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كادا الضب أن يموت في جحره هولاً من ظلم ابن آدم )).

وأخرج ابن جرير والبيهقي في الشعب وغيرهما أنه سمع رجلاً يقول : (إن الظالم لا يضر إلا نفسه فقال أبو هريرة : بلى والله إن الحبارى لتموت هزلاً وكرهاً من ظلم الظالم ).
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : (كادا الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم ثم قرأ {ولَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} ).

فتأمل وانظر رعاك الله مامدى هذا التأثير

وانظر إلى ماتفعله فإنك ستحاسب عليه
وفقنا الله لمايحبه ويرضاه

والحمد لله رب العالمين