هل تعلم أن هناك مصنع سعودي لإنتا ج التلفزيونات والإلكترونيات والجوال السعودي

غازي الشلهوب لـ الاقتصادية:رفضوا إقراضنا فتوجهنا إلى ماليزيا ..
حوار: أنور البغدادي من جدة
14/01/2005

حققت الصناعة السعودية في مجال التكنولوجيا والتقنية المتطورة قفزات كبيرة، في الوقت الذي كان الكثيرون يعيبون فيه على البلدان العربية بصفة عامة أنها مستوردة فقط لما يبتدعه الآخرون وأنها بعيدة عن التصنيع الفعلي بأياد وطنية مدربة تماما لما يحدث في العالم كل يوم بل كل ساعة من تطور مذهل في أكثر من مجال .
ولعل مصنع التلفزيون العربي السعودي يعتبر واجهة مشرفة لتقدم الصناعة السعودية في مجال الالكترونيات . وفى لقاء مع رجل الأعمال غازي بن صالح الشلهوب رئيس مجلس إدارة مصنع التلفزيون العربي السعودي ، خص به (الاقتصادية ) أوضح أبعاد وحجم المعاناة التي واجهته في محاولة صناعة التلفزيون في المملكة.. ويعود بالذاكرة إلى الوراء : كيف بدا يفكر في إقامة مشروع فريد ونادر من نوعه في المملكة وبعد أن توصل إلى فكرة صناعة التلفزيون العربي السعودي وأنهى عمل دراسات الجدوى الاقتصادية الخاصة به وجد أنه مكلف للغاية وتحقيقه على أرض الواقع ليس من السهولة بمكان خاصة أنها أول تجربة صناعية في الدولة وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط، ولكن بالعزيمة والإصرار تحطمت الحواجز ليفاجأ السعوديون بتقديم أول تلفزيون يصنع في بلادهم ولم ينتظر الإبهار الذي صاحب هذا النجاح بل تبعه بنجاحات وصلت إلي حد إعلان طرح أول جهاز جوال يصنع في السعودية والعديد من الصناعات التقنية المتطورة . هنا ملخص الحوار:
هل كانت لديكم مخاوف من إمكانية حدوث عقبات إلكترونية وبالتالي فشل استكمال المشروع وتنفيذه من ناحية تقنية ؟
في بداية المشروع كان هناك دعم من بعض المسؤولين في المملكة، وأود الإشارة إلى أن جميع المصانع التلفزيونية في العالم كله تمتلك الحكومات فيها نسبة كبيرة تصل إلى النصف وقد تتجاوز وقد تمتلكها بالكامل، وذلك لأنها تكلف آلاف الملايين من الدولارات، فمثلا شركة سوني العملاقة تمتلك الحكومة اليابانية من حصصها جزءا كبيرا، وكذلك شركة سامسونج الكورية، والمشكلة التي واجهتنا أن صندوق التنمية الصناعية وافق مبدئيا على فكرة المشروع، والبدء في إنشاء المصنع، ولكن وجدنا وبعد مرحلة صرفنا فيها ما يقارب 100مليون ريال أن الصندوق يعتذر عن عدم مشاركتنا ودعمنا ماديا بحجة أن مشروع صناعة الإلكترونيات في المملكة ليس ذي جدوى اقتصادية. فاضطررت بعد ما واجهتني هذه العقبات أن أبحث عن طريقه لاستكمال المشروع الذي كلفني وإخوتي عشرات الملايين فكان لا بد من أن نكمل المسيرة، وبالفعل اتجهت إلى جلب مستثمرين أجانب لدخول المشروع، وبتوفيق الله تمكننا بعد جهد كبير من استقطاب مستثمرين طرقنا من أجلهم أبواب كل الدول الصناعية والإلكترونية في جميع أنحاء العالم كاليابان وكوريا ودول أمريكا وأوروبا وكانوا متخوفين من المشاركة ودعم الصناعة الالكترونية في المملكة ودخول سوق جديدة لا يعلمون مخاطرها أو الصعوبات التي قد يواجهونها، وبالرغم من ذلك كله وعندما فقدت الأمل في مشاركة هذه الشركات العالمية في صناعة الالكترونيات في المملكة، اتجهت إلى بعض دول جنوب شرق آسيا كاندونيسيا وماليزيا والدول الإسلامية المجاورة، ولا شك أن ماليزيا لديها تقنية عالية، وفي الحقيقة أربط نجاح ماليزيا ووصولها إلى هذا المستوى العالي من التكنولوجيا برجل الاستشارات الاقتصادية الإلكترونية الإسلامية الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق الذي استطاع أن يبني التقنية في بلاده ويهرب بذكاء من بوتقة الدائرة المغلقة التي تحرم التقنية على دول العالم الإسلامي، وبالفعل وجدت من ماليزيا كل تجاوب وتشجيع على إقامة المشروع وكان العامل الأساسي في الوصول إلى هذه النتيجة المثمرة هو ذلك الارتباط الوثيق بين المملكة العربية السعودية وماليزيا بالدين والعقيدة الإسلامية، فقد تناولت فكرة إنشاء المشروع في المملكة مع الجانب الماليزي من ناحية إسلامية بحتة كون المملكة تحظى باحترام الجميع نظرا لاحتضانها الأماكن المقدسة، ومن الأسباب التي أدت إلى إحجام كثير من الدول الصناعية المتقدمة من تقديم التقنية إلى المملكة مخاوفهم من مدى قدرة التقنية السعودية على المنافسة الدولية ولو على المدى البعيد وذلك بسبب قوة وزارة الصناعة والتجارة السعودية في فرض قوانينها الصارمة على جودة الصناعة.

ماذا عن الشركاء الأمريكيين فى المصنع وفيما ينحصر دورهم؟.
في الحقيقة شركتنا تساهم فيها ثلاث دول وهي المملكة بنسبة 34.51في المائة والولايات المتحدة الأمريكية متمثلة في شركة التكنولوجيا الأمريكية (إستي) إحدى الشركات التابعة لـ (ناسا) الفضائية بنسبة 13.66في المائة وماليزيا الإسلامية متمثلة في الشركة الماليزية للطاقة المحدودة إحدى الشركات التابعة لملكة ماليزيا بنسبة 35في المائة، وهؤلاء هم شركاء صناعة الإلكترونيات في المملكة، وبالنسبة للجانب الأمريكي فهم ينظرون إلينا بجانب العطف ،لان الحكومة الأمريكية تحظر نقل التكنولوجيا الأمريكية والاتفاق الذي تم مع شركائنا الأمريكيين هو نقل بعض التقنية التي نرغبها من أمريكا وتصديرها إلى ماليزيا ويعاد دراستها وتقييمها وتحليلها بطريقة ماليزية، ومن ثم يعاد نقلها إلى السعودية حيث يقوم المهندسون السعوديون بإعادة تحليلها وتطويرها ووضعها في إطار التصور السعودي وبعد التجارب العديدة يتم إنتاجها وطرحها في الأسواق، ولذلك فإن التقنية التي طورناها في مصنعنا هي تقنية سعودية خالصة .

ماذا عن المصنع، مساحته ،أقسامه،و خطوط الإنتاج فيه؟
أولاً المصنع أُقيم في المدينة الصناعية في مدينة جدة على مساحة أرض 15000متر مربع، و يتكون من مبنى الإدارة على مساحة تبلغ أكثر من 7000متر مربع ، ومبنى الإدارة يشتمل على قسم تطوير التكنولوجيا’’ وار ان دي’’ ويعمل فيه مهندسون سعوديون وأمريكان وماليزيون. .ويقوم المصنع بتدريب وتأهيل المهندسين السعوديين على تطوير التقنية الحديثة ،.أما القسم الآخر فهو قسم خطوط إنتاج وبناء الدوائر الكهرومغناطيسية، فالمصنع ينفرد على مستوى الشرق الأوسط ببناء لوحة الدوائر الكهربائية الأساسية لأي تقنية تلفزيونية، ويوجد في المصنع كذلك قسم لاختبارات التلفزيون رغبة منا في أن يتصف ويمتلك التلفزيون السعودي أعلى مستوي من الدقة والجودة ، فالتلفزيون السعودي يمر بعدة تخصصات فنية داخل قسم اختبارات التلفزيون، فكل قطعة في الجهاز تخضع لشتى أنواع الاختبارات القاسية في جميع الحالات في البرودة والحرارة والسخونة والتجمد، إضافة إلى اختبار ضربات الصواعق حتى يلائم التلفزيون جميع المناطق الجبلية والعالية ذات الرعد والبرق ،ثم مزج الالوان وخلطها وترتيبتها، ثم آخر قسم وهو تجميع مكونات التلفزيون الرئيسية التي تجمع وتركب فيه كابينة التلفزيون والسماعات وتوصيل الأسلاك الكهربائية بعضها ببعض ليكتمل خط القاعدة الإنتاجية الإلكترونية والتي نستطيع من خلالها ان نصنع جميع المرئيات والصوتيات الإلكترونية .

ما نسبة السعودة في المصنع العربي السعودي ؟
دخلنا السنة الثالثة منذ الإنشاء ،وبفضل الله وصلت نسبة السعودة لدينا نحو 50في المائة، حيث إن عدد العاملين السعوديين والأجانب في الشركة بلغ 150شخصا ما بين مهندس وفني وإداري .

ماهي المنتجات الالكترونية التي ينتجها المصنع ؟وهل لنا بلمحة عن السوق الالكتروني السعودي ؟
أول إنتاج لنا كان تلفزيون ’’الميغا’’ العادي ،وصنعنا جميع مقاساته من 15بوصة إلى 40بوصة، بمعنى أننا قمنا بتصميم ثمانية مقاسات للتلفزيون، وهنالك مميزات عديدة لتلفزيون ميغا منها امتصاصه الأشعة
الكهرومغناطيسية بحيث تظهر الصورة دون أشعة ضارة، وقد بدأنا في الإنتاج التجريبي في عام 2000م ،والإنتاج التجاري كان عــــام 2001م وقد انتجنا من هذا النوع حوالي 40الف الى 50ألف جهاز وأود أن ألفت أنظار المسؤولين إلى وجود أشعة ضارة موجودة في الكثير من التلفزيونات التي يتم تسويقها في السوق السعودية والتي تعادل مضارها أشعة إكس في المستشفيات، وتؤثر على الصحة كثيرا ليس فقط على أعين المشاهدين بل وتضر بجسم ودماغ الإنسان. .وبعد أن أنتجنا التلفزيون العادي ’’الميغا’’ بدأنا في إنتاج وتطوير التلفزيون الرقمي السائل كريستال’’ ال سي دي’’ الرقيق الذي لا يتعد عرضه 2أنش، وهو نوع متطور جدا من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية وقد استغرقت التجارب مدة سنة كاملة، وطرحنا منه نحو 5000جهاز في أسواق المملكة، ولاحظنا الإقبال والطلب الكبير الذي شهده هذا الجهاز في السوق المحلية، وأنتجنا منه ثلاثة مقاسات، وهي مقاس 32- 22- 17بوصة، ونتوقع أن يرتفع الإنتاج من تلفزيون’’ ال سي دي’’ إلى مضاعفات ال 5000جهاز في غضون سنة بإذن الله.

بماذا يتميز تلفزيون’’ ال سي دي’’ السعودي؟
يمتلك تلفزيون’’ ال سي دي’’ السعودي إمكانيات عالية ومميزات لا توجد في أي جهاز تلفاز’’ ال سي دي’’ مستورد ، فهو يعطي صورة نقية جدا أكثر من التلفاز العادي وذلك لوجود أنقى أنواع السائل الكريستال الرقمي ، ويحتوي كذلك على أهم تطوير تقني سعودي وهي إمكانية إدخال بطاقات الصور الرقمية في منفذ الشاشة مباشرة دون الحاجة إلى أسلاك كهربائية، وكذلك إمكانية مشاهدة ثلاث شاشات في آن واحد للتلفزيون وللكمبيوتر وللصور الرقمية، وغيرها من المزايا الخاصة بالتقنية السعودية. والمصنع يقدم ضمان سنتين عليه عكس المستورد الذي لا يعطي للعميل أي ضمان على الجهاز، ولو مدة شهرين.

مشتريات الشركات الوطنية هنا عالية ألم تدخلوا في عقود لبيع المنتجات؟
أحب أن أكشف لكم أن المصنع بدأ في التفاوض مع الخطوط العربية السعودية، وذلك لتزويدها بشاشات إلكترونية كريستال رقمية ’’ال سي دي’’ افضل جودة ونقاء واقل سعراً من أجهزة التلفاز الكريستالية الموجودة حاليا في مقاعد طائرات الخطوط السعودية، وتتميز شاشاتنا بخاصية اللمس الإلكتروني على الشاشة دون الحاجة إلى ريموت عن بعد كما هو حال التقنية المستوردة التي تستخدمها الخطوط السعودية، فمن الجميل أن تكون هناك شاشات إلكترونية سعودية في المقاعد الملاحية لطائرات الخطوط السعودية مزودة بتقنية سعودية الصنع .اما المنتج السعودي الآخر فهو مشغل الأقراص المحمول الذي أعتبره أحد أبنائي ،لأني تبنيت فكرة تتطويره وأردت أن يتميز عن باقي التقنيات العالمية الموجودة في السوق بميزايا تنفرد بها التقنية السعودية ،فهو يعمل كمشغل صوتي دون صورة ويعمل أيضا كمشغل مرئي بدون صوت ويجمع بين الخاصيتين أيضا الصوت والصورة ،وهو في نفس الوقت يعمل مشغلا للأقراص المسموعة والمرئية في آن واحد ،وقد أننتجنا منه نحو عشرة آلاف قطعة ،ومن مواصفاته منافسة سعره في السوق حيث تنخفض تكلفته عن باقي أجهزة مشغلات الأقراص المحمولة له بأكثر من 50في المائة. ويستطيع المستخدم ان يربطه بشاشة التلفاز الكبيرة وجعل الصورة تظهر على التلفاز بدلا من شاشة المحمول الصغيرة ،وهو أيضا يعمل محل التلفاز تماما فبإمكانه ان يستقبل كل المحطات الفضائية وعرضها اذا تم ايصاله بجهاز الاستقبال الفضائي ’’الريسيفر’’ ويستمد طاقته بالقوة الكهربائية العادية ،والبطارية ،وبولاعة الكهرباء داخل السيارة ،وعن طريق بطاريته الذاتية ،ومدة عمله أربع ساعات ،وهذه قمة التكنولوجيا تمكنت التقنية السعودية من الوصول اليها على مستوى العالم كله.

ما آخر تطورات التقنية التي تقدمونها؟
آخر منتج سعودي نقوم حاليا بإنتاجه وتطويره هو الهاتف المحمول السعودي ’’الجوال السعودي’’ الذي يعتبر أول جوال عربي يطرح في الاسواق خلال أقل من 60يوما من الآن بإذن الله ، والذي يمتلك ذاكرة عالية جدا ويستطيع استيعاب أكثر من مكالمتين في آن واحد ،ويحفظ الأرقام الصادرة والواردة ،ويستطيع تسجيل أكثر من 15دقيقة للمكالمة الواحدة ،وشاشته ملونة ، والبطارية تستطيع العمل لمدة 12ساعة، وفيه خمس لغات عربي ، إنجليزي، فرنسي أرودو، فارسي، إندولوسي والهدف من كونه يحمل كل هذه اللغات ان يتسنى لنا تسويقه للحجاج في فترة الحج ،ولايتعدى سعره 400ريال وهو سعر معقول جدا ،والمحمول السعودي عليه ضمان شامل لمدة سنة ونتوقع ان ننتج منه خلال سنة 2005م نحو ثلاثة ملايين جهاز نصفها للسوق المحلية ،والنصف الاخر ستتوزع حصصها في السنة الاولى من انتاجه بالتساوي على مصر واليمن والأردن، ومازلنا نطوره ونعمل على تحسين خدماته وإضافة المزيد من المزايا في المستقبل إن شاء الله، وقد كان هناك اجتماع لوزراء الاتصالات العرب في دمشق في سورية قبل أيام وكانت إحدى توصيات هذا الاجتماع أنه يجب العمل على إنتاج ما يخدم صناعة الاتصالات ،فأنا أهدي الجوال السعودي لوزراء الاتصالات العرب بعد شهرين فقط من صدور توصياتهم بتفعيل صناعة الاتصالات في الوطن العربي .اما آخر توجه تقني للمصنع فسيكون في مجال التكييف الإلكتروني ، حيث أصبح التكييف التقليدي أو الفريوني غير مرغوب فيه عالميا بسبب الثقوب التي يحدثها في طبقة الأوزون والتي تؤثر على جلد الإنسان كثيرا، ومن مميزات المكيفات غير الفريونية أو ’’الاسبليت’’ التي انفردت بها التقنية السعودية كونا متوافرة بكل قوى وحدات التكييف فهي تبدأ من 12000وحدة إلى 32000وحدة ،واستطعنا أن نطور قوة دفع الهواء الذي يبلغ مداه خمسة أمتار عالميا ليبلغ مداه 15متر مع محافظته على نقاء الهواء وبرودته،ونتوقع في السنة المقبلة أن ننتج في حدود 15000جهاز مكيف للسوق المحلية.
وفي نهاية السنة المقبلة سينتج المصنع جهاز المسجل العلمي الخاص بالمحاضرات في الجامعات الذي يخدم العملية التعليمية ويسهل على الطالب توثيق دروسه ومحاضراته ،وسيكون خفيف الوزن بحيث يسهل حمله ووضعه في الجيب ،ويمكنه تسجيل أربع ساعات متواصلة ،وصوته ذو نقاء عال جدا ، و مكوناته الجهاز من الألياف البصرية الصناعية ،ولهذا فاستهلاكه الطاقة بسيط ومحدود.

هل يقوم المصنع بتصدير الأجهزة الإلكترونية السعودية ؟
نعم المصنع بدأ في تصدير أجهزته الإلكترونية سنة 2002م - 2003 م الى كل من السودان، الأردن، واليمن، بأكثر من 65في المائة من إنتاجه. وتعتبر السودان الدولة الوحيدة التي تلقيت منها خطابا يتعهد فيه الوكيل هناك باستيراد جميع المنتجات من التلفزيون السعودي لكي يتمكن من تغطية السوق الإفريقية الكبيرة والتي نؤمّل عليها كثيرا ،فهي سوق واعدة لتصدير التقنية السعودية، ومعلوم أن الكهرباء في دول إفريقيا قد تنقص عن 110فولت وقد تزيد على 370فولت بحسب هطول الأمطار في تلك الدول، والتلفزيون السعودي ملائم لأحوال الطقس الإفريقي تماما فهو يعمل مع كافة أنواع الطاقة الكهربائية في إفريقيا والعالم كله.
وأود أن ألفت الانتباه إلى أن صندوق تنمية الصادرات السعودي قدم لنا تسهيلات كبيرة في تصدير المنتج السعودي ، حيث إن الصندوق يعطي للمستورد الأجنبي لأجهزتنا فرصة السداد لمدة سنتين بينما نحن المصدرين السعوديين نتسلم حقوقنا المالية كاملة من الصندوق في نفس الوقت .

هل أسعار المنتجات السعودية الإلكترونية منافسة لأسعار المنتجات الإلكترونية العالمية ؟
إذا أردت المقارنة فيجب أن تكون تفاحة بتفاحة، وبرتقالة ببرتقالة، فالحقيقة أن أسعار الأجهزة السعودية أقل بـ 30في المائة من أسعار الآخرين الذين ينافسوننا في نفس الجودة ،ولكن هناك بعض الآسيويين الذين يأتون الى سوق المملكة ويشترون أجهزة التلفاز المتعطلة ويعيدون تصنيعها في شرقي آسيا من جديد ثم يعاد تصديرها الى المملكة، فأنا أحذر من استخدام مثل هذه النوعيات الرديئة المخالفة للمواصفات والمقاييس السعودية والتي تضر أشعتها جسم الإنسان، وبالتالي فإن أسعارها في السوق متدنية تبعا لسوء الصنع ولا نستطيع مقارتنها بأسعار التلفزيون السعودي نظرا لفارق الجودة لصالحنا .

ماذا عن الكوادر السعودية من المهندسين والفنيين؟ وهل أنتم على استعداد للتعاون مع كل من يستطيع ان يساهم في صناعة وتطوير هذه التقنية؟
أحب أن أقول وأؤكد لكم ومن خلال جريدة (الاقتصادية)إن هنالك مهندسين سعوديين يمتلكون ملكات إنتاجية وتطويرية إلكترونية خارقة، و لم آت بهذا من فراغ ،إنما هي شهادات مهندسين وعلماء كبار من الخارج وهي كوادر محترفة للغاية وعلى تأهيل عال جدا وذات ملكات تقنية فريدة وكفاءتهم تضاهي أكبر العلماء في العالم أجمع في مجال هندسة الإليكترونيات وهم معروفون على مستوى دولي و عالمي.
والمصنع لديه بعض هذه الكوكبة السعودية والدليل على ذلك أن المهندسين السعوديين في المصنع استطاعوا أن يطوروا بكفاءتهم الهندسية تقنية فريدة من نوعها في العالم كله ،وهي عبارة عن إضافة محلل لشرائح الصور الفوتوغرافية داخل التلفزيون السائل الكريستال LCD بدون الحاجة إلى توصيلة أسلاك ما بين التلفاز والكاميرا الرقمية، وهذه التقنية جديدة كليا في عالم التكنولوجي، وتنفرد بها الصناعة السعودية عن باقي صناعات العالم في مجال التلفزيون، والسعودية الوحيدة التي تمتلك تقنية تلفزيون ال سي دي سائل كريستال رقمي، والذي يملك خاصية فتح ثلاث شاشات في آن واحد شاشة التلفزيون ،والثانية شاشة كمبيوتر والثالثة شاشة لعرض شرائح الصور الفوتوغرافية.
ولكن للاسف الشديد يعمل معظمهم خارج المملكة، ولدي أسماؤهم وأعرف أماكن عملهم في الخارج، فهم في الحقيقة خبراء وعلماء يشتغلون في كبرى الشركات العالمية في مجال الإلكترونيات بسبب شح أو انعدام التقنية في المملكة، وأنا في الحقيقة أسعى إلى استقطابهم بشتى الطرق وإغرائهم للعمل في المصنع والاستفادة من خبراتهم الكبيرة في مجال هندسة الإلكترونيات. ونحن على أتم الاستعداد لقبول المهندسين السعوديين من الشباب الطموح للمشاركة في هذه الصناعة الوطنية التي هي فخر لكل مواطن سعودي، كما أطلب من المواطنين أن يشجعوا التقنية السعودية وإذا أعجبوا بها فليكونوا أول المسوقين لها باعتبار أنهم سفراء لتقنيتهم الوطنية في أرجاء العالم.

http://stage.eqt-srpc.com/NewsList.a...uID=15#Scene_1