تنفيذا لتوجيهات وزير الصحة وإعلان النتائج بشفافية

تشكيل لجنة تحقيق عاجلة في تجاوزات مستشفى الصحة النفسية بالطائف

زيارة مدير الشؤون الصحية لـ"شهار" كانت مجدولة وتزامنت مع ما نشرته "الوطن"

أوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف الدكتور طلال كريمة أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق فيما نشرته "الوطن" أمس عن تعرية مرضى مستشفى الصحة النفسية بالطائف أمام بعضهم أثناء استحمامهم جماعات بخراطيم وايتات المياه، ومعرفة تفاصيل الموضوع والاطلاع على كافة الحيثيات. وذكر أن اللجنة سوف تحقق مع جميع المعنيين بالأمر، وستعلن نتائج التحقيق علنا بكل شفافية، مشيرا إلى أنه سوف يتم الحزم بشدة مع المتهاونين والمقصرين. وأكد أن إدارة الشؤون الصحية سوف تركز على مبدأ الثواب والعقاب لأن العقاب وحده يحبط العاملين والسكوت على الخطأ يؤدي إلى التسيب الإداري. وكشف الدكتور كريمة عن اهتمام وزير الصحة الدكتور حمد المانع بالموضوع، حيث اتصل به، طالبا التحقيق فيما نشرته "الوطن". وقال إن للموضوع خلفيات سابقة، مطمئنا المجتمع بأنه سيكون هناك حل جذري لهذا الوضع.
وقال الدكتور كريمة إنه تسلم إدارة الشؤون الصحية قبل أسبوعين فقط، ولكنه اكتشف أن مستشفى الصحة النفسية بالطائف المعروف باسم "شهار" بحاجة إلى إدارة محنكة وواعية، تستوعب الناس وتعطف على المرضى الموجودين وتخدمهم، وترضي جميع الناس بما يرضي الله تعالى.
وقال إن زيارته أمس للمستشفى كانت مجدولة ضمن زياراته التفقدية لمستشفيات محافظة الطائف، مشيرا إلى أن الزيارة تزامنت مع ما نشرته "الوطن" أمس عن بعض التجاوزات في التعامل مع المرضى المنومين في المستشفى.
وعن تأثير العامل النفسي للعاملين في مستشفى الصحة النفسية وعدم صرف مستحقاتهم، أشار إلى أنه تم توجيه إدارة المستشفيات بخصوص قضية تأخير صرف المستحقات، وأن هناك حيثيات لا بد من تقصيها، مشيرا إلى أنه طلب من شؤون الموظفين الإفادة عن عدم صرف مستحقات العاملين في مستشفى الصحة النفسية. كما أفصح كريمة عن طلبه من إدارة التخطيط والتطوير إنشاء برنامج تطويري لتدريب العاملين في مستشفى الصحة النفسية من ممرضين وأطباء على كيفية التعامل مع المرضى النفسيين.
وقال إن وضع الطبيب والممرض في هذا الموقع وهو غير مدرب وغير موجه بكيفية التعامل مع المرضى يعود بالضرر النفسي على العاملين، ولا يخدم المريض.

هروب 6 من المرضى خلال زيارة مدير الشؤون الصحية

الطائف: طارق الثقفي
فوجئ مدير الشئون الصحية بالطائف الدكتور طلال كريمة خلال زيارته لمستشفى الصحة النفسية بالطائف صباح أمس بهروب جماعي لستة من المرضى، بعد أن قام مجهول بكسر باب وقفل العنبر رقم 13، وإطلاق المرضى. وقد تسبب الهروب الجماعي في حالة من الارتباك داخل المستشفى، فيما عبر أهالي المرضى عن مخاوفهم من المصير المجهول الذي ينتظر ذويهم من نزلاء المستشفى.
وقال الدكتور كريمة في اتصال أجرته "الوطن" معه إن المرضى هربوا من الباب الخارجي للمستشفى أثناء وجوده في الموقع، ولكن تم احتواء الموقف وإعادتهم مرة أخرى. وشدد على أنه سيكون هناك حل جذري لأوضاع المستشفى، داعيا إلى تضافر جهود الجميع في هذا الصدد.
ووصف الوضع الأمني داخل المستشفى بأنه سيئ، مشيرا إلى تدعيم رجال الأمن في المستشفى بأكبر عدد من الحراسات الأمنية حتى وصل عددهم الآن إلى 45 حارس أمن يتولون حراسة المخارج والمداخل. وأكد الدكتور كريمة أنه سيقوم بنفسه باختيار حراس الأمن في المستشفى. وأضاف أنه قرر تشكيل لجنة تحقيق في واقعة الهروب الجماعي لـ6 من النزلاء.
من جانبه، أكد مصدر أمني أنه تمت إعادة 5 من المرضى الهاربين إلى المستشفى، فيما لا يزال البحث جاريا عن المريض السادس، الذي تمكن من الهروب.

***********************
أهالي المرضى يطالبون ولاة الأمر بإنقاذ النزلاء

أثار التحقيق الذي نشرته "الوطن" أمس حول تجاوزات
مستشفى الصحة النفسية بالطائف ردود فعل غاضبة من أهالي المرضى النفسيين بالمستشفى، الذين وصفوا هذا الوضع بأنه "صدمة" بالنسبة لهم، أصابتهم بالذهول.
وقالوا لـ"الوطن" إنهم وضعوا ذويهم في المستشفى أمانة بيد المسؤولين عنه، مطالبين بالتحقيق في الموضوع ومعرفة ملابساته. وعبروا عن مخاوفهم من مصير ذويهم المرضى.
وفي هذا الصدد، قال المواطن صائل مستور الحارثي، إنه يناشد ولاة الأمر التدخل لإنقاذ فلذات الأكباد الذين تم وضعهم في المستشفى أمانة في عنق القائمين عليه.
فيما أبدى المواطن وصل الله الثبيتي استياءه من التصرفات غير المسؤولة، التي يتعرض لها المرضى من أناس غابت ضمائرهم، وتحجرت قلوبهم.
أما علي الأسمري فقد استنكر هذا الوضع المؤلم على حد تعبيره، والذي يهز القلوب ويدمي الصدور. وتساءل: كيف سيهدأ بال أهالي المرضى المنومين في المستشفى وهم يعلمون أن أقاربهم يعاملون معاملة لا تليق بالإنسانية.
*****************************
يضم 690 سريرا وعدد نزلائه حتى عام 1418هـ أكثر من 700 مريض
مستشفى الصحة النفسية في الطائف أقدم مستشفى متخصص بالمملكة
باحث تاريخي: "شهار" أحد أودية الطائف واسم للمكان الذي يقع فيه الحي والمستشفى

كشفت معلومات تاريخية حصلت عليها "الوطن"
أن مستشفى الصحة النفسية بالطائف، الذي يقع في حي (شهار) افتتح عام 1383هـ بعد أن كانت الخدمات النفسية لمن يعانون من اضطرابات نفسية شبه معدومة. وكان يطلق على المريض النفسي آنذاك لفظ (مجنون). وكان المرضى يقيدون بالأصفاد في أماكن مختلفة درءا لخطرهم على المجتمع. وتم نقل المرضى في المستشفى الحديث من مقره السابق في (محلة السلامة) بعد أن كان قد نقل من قبل من مكة المكرمة إلى ضاحية الحوية. وكان يطلق عليه في بداية الأمر مستشفى "شهار" للأمراض العقلية ثم تحول اسمه إلى مستشفى الأمراض النفسية ثم إلى مستشفى الصحة النفسية. ويعتبر هذا المستشفى من أقدم المستشفيات المتخصصة في مجال الصحة النفسية، ويضم أقساما متخصصة للرعاية الاجتماعية والنفسية ومركزا للبحوث ومكتبة وحديقة. كما يعتبر مركز تدريب على أعلى المستويات التخصصية في هذا المجال، ويضم المستشفى 690 سريرا. وبلغ عدد حالات الدخول إليه حتى عام 1418هـ أكثر من 700 مريض. وراجع العيادات الخارجية أكثر من 21 ألف مريض وأكثر من 1980حالة طوارئ. وقامت وزارة الصحة بترميم المستشفى، وإضافة مرافق أخرى إليه بتكاليف وصلت إلى 40 مليون ريال. وتناقل الكثير من المواطنين اسم "شهار" للحي والمستشفى ولم يتم تحديد من اكتسب الاسم من الآخر، وهل شهار اسم للحي والمستشفى اكتسبه منه أم اسم للمستشفى والحي اكتسبه منه.
الباحث الأدبي الكاتب حماد السالمي صاحب مؤلفات تاريخية عن محافظة الطائف، ويرأس لجنة المطبوعات في نادي الطائف الأدبي، أوضح أن "شهار" اسم واد من أودية الطائف كان مشهورا، ثم أطلق اللفظ على قرية تحولت فيما بعد مع التوسع العمراني إلى حي من أرقى أحياء الطائف. وأشار السالمي إلى أن الحي والمستشفى اكتسبا الاسم من الموقع الذي يقعان فيه. وأضاف أن شهار- كما ورد في المعاجم اللغوية- اسم لموقع معروف منذ القدم يقع بين المثناة والسداد وحوايا، وهو مقسم لثلاثة أقسام: شهار الأول مما يلي حي حوايا، وشهار الأوسط وشهار الأعلى الذي يلي أم العراد، ويقع فيه مستشفى الصحة النفسية وحديقة السداد.