أحبتي ،،
بعد مرور عام على ما طرحه ضيوفنا ،، " بعد حيي "
من روائع مكتباتهم ،،
نجدد عهدنا ،، اليوم ،،
سوف نقضي ،، آول آسبوع ،،
في المجلس الثقافي .. بضيافة شخصية جميلة .
أثبتت حضورها الرائع والراقي ،،
ومـن هـذهـ المـوأإضيـع المطـروحـهـ بهـذأإ الكتـأإب سنتنـأإول ..
كيـف توأإجـهـ النقـد الاثــم..
الرقعــأإء السخفــأإء ستوا الخــأإلق الرأإزق جل في عــلاهـ ، وشتمــوأإ الواحــد الأحــد لا إلــهـ إلأ هـو ، فمـأإذا أتــوقع أنــا وأنـت ونحـنُ أإهــل الحــيف والخطــأ ، إنــكـ ســوف توأإجـهـ في حيـأإتك حربـا! ضروســأإ لا هــوادة فيـها من النقــد الاثــم المــر ، ومن التحطيــم المدروس المقصــود ، ومن الإهـأإنـهـ المتعمـدهـ مادأإم أنـك تعطــي وتبنـي وتؤثــر وتسطــع وتلمــع ، ولن يسكــت هــؤلاء عنــك حتـى تتخذ نفقــأإ في الأرض أو سلــما في السمـــــــاء فتفــر من هــؤلاء ، أما وأنــت بين أظهــرهم فانتظـــر منهم ما يســوؤك ويبكــي عيـنك ، ويدمي مقلتــك ، ويقض مضجعكـ
إن الجالس على الأرض لا يسقــط ، والناس لا يرفســـون كلــبا ميــتا ، لكنهم يغضبـــووون عليك لأنك فقتهــم صلاحــا ، أو علمـــا ، أو أدبــا ، أو مالأ ، فأنـت عنـدهم مذنـب لا توبـة لك حتى تتــركـ مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنســلخ من كل معاني النــبل ، وتبقى بليدا!
غبيا صفرا محطما ، مكدودا ، هذا ما يريــدون بالضبط.
اذا فاصمــــد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم أثبت أحد وكن كالصخــرهـ الصامتـهـ المهيبـهـ تتكســر عليها حبــات البــرد لتثبــت وجودهــأإا وقدرتهـأإ على البقـــاء. إنكـ إن أصغيــت لكـــلام هــؤلاء وتفاعلــت به حققــت أمنيتــهم الغاليــهـ في تعكيــر حياتــك وتكدير عمـــرك ، الا فاصفــح الصفـح الجميــل ، ألا فأإأإعــرض عنهــم ولا تــكـ ً في ضيـق مما يمكــرون.. إن نقدهــم السخيــف ترجمــهـ محترمــهـ لك ،, وبقــدر وزنــكـ يكـــون النقــد الاثــم المفتـــعل..
إنــك لـن تستطيــع أإأإن تغلــق أفـــوأإهـ هــؤلاء ولـن تستطيــع أن تعتقــل ألسنتــهم لكنــكـ تستطيــع أن تدفــن نقدهــم وتجنيهــم بتجافــيكـ لهـم ،, وإهمــأإلك لشأنهــم ،, وإطرأإحــكـ لأقوالهــم!.
(( قــل موتـــــوا بغيظــكم )) بل تستطيــع أن تصــب في أفــووأإههــم الخــردل بزيادة فضائـــلك وتربيــهـ محاسنــكـ وتقويــم أإعوجــاجكـ....
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب ..
شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ..
الحمد لله الذي يقول للشيء كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون ..
الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه ..
وسبحان من كشف الضر عن أيوب ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب ..
وأشهد أن لا إله أإلا الله وحده لا شريك لهـ وأشهد أن محمداً عبده ورسولهـ صلى اللهـ وسلم وبارك عليهـ ما ذكرهـ الذاكرون الأبرار ..
وما تعاقب الليل والنهار ..
أما بعد :
فهذهـ ذكريات ومشاعر وهمسات ..
أفضى بها التائبون واعتبر بها المذنبون ..
نعم
هي ذكريات أعترف بها كهول هدهم مر السنوات ..
وشباب لعبت بهم الشهوات ..
وفتيات ولغن في الملذات ..
هي ذكريات مرت وانقضت وانتهت ونُسيت ..
لكنها سجلت وكتبت وأحصيت وعُدّت ..
نعم ..
هذه ذكريات تائب واعترافات منيب وراغب ..
في زمن كثرت فيه المغريات وتنوعت الشهوات ..
وزلت بكثير من الناس الأقدام فقارفوا المعاصي والآثام ..
فضعف إيمانهم وقوي عليهم شيطانهم ..
إنها ذكريات لمن يؤمن بقوله تعالى : [نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ]..
كما يؤمن بقوله : [وأن عذابي هو العذاب الأليم ] ..
هذه أخبار أقوام أخبر ربهم أنه يفرح بتوبة التائبين إليه ..
مع غناه عنهم وشدة حاجتهم إليه ..
وكيف لا يفرح بتوبتهم وقد ناداهم بقوله :
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ..
وناداهم نبيهم بقوله :
إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ..
وحدثني أحد الفضلاء أنه مر بغرفة في المستشفى فإذا فيها مريض يصيح بأعلى صوته ويئن أنيناً يقطع القلوب ..
قال صاحبي : فدخلت عليه فإذا هو جسده مشلولٌ كله ..
وهو يحاول الالتفات فلا يستطيع ..
فسألت الممرض عن سبب صياحه فقال :
هذا مصاب بشلل تام وتلف في الأمعاء وبعد كل وجبة غداء أو عشاء يصيبه عسر هضم ..
فقلت له : لا تطعموه طعاماً ثقيلاً جنبوه أكل اللحم .. والرز ..
فقال الممرض : أتدري ماذا نطعمه والله لا ندخل إلى بطنه إلا الحليب من خلال الأنابيب الموصلة بأنفه ..
وكل هذه الآلام ليهضم هذا الحليب ..
وحدثني ثالث أنه مرّ بغرفة مريض مشلول أيضاً لا يتحرك منه شيء أبداً ..
قال : فإذا المريض يصيح بالمارين فدخلت عليه ..
فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح وهذا المريض منذ ساعات كلما انتهى من قراءة الصفحتين أعادهما
فإذا فرغ منهما أعادهما لأنه لا يستطيع أن يتحرك ليقلب الصفحهـ ولم يجد أحداً يساعده ..
فلما وقفت أمامه ..
قال لي : لو سمحت اقلب الصفحة ..
فقلبتها فتهلل وجهه ثم وجّه نظره إلى المصحف وأخذ يقرأ ..
فانفجرت باكياً بين يديه متعجباً من حرصه وغفلتنا وشدة مرضه وحسن صحتنا ..
أما الحياة بعد التوبهـ فهي الحياهـ التي خلقت لأجلها ..
وأوجدك الله لها ..
فأي لذة للحياة إذا كنت تشعر في كل لحظة منها أنك عدوٌ لله ..
متتبع للشهوات واقع في المحرمات ..
وربك الذي يطعمك ويسقيك وإذا مرضت فهو يشفيك وهو الذي يميتك ثم يحييك ..
بل كل شعرهـ من شعراتك وذرة من ذراتك ..
لا تتحرك إلا بإذنه ..
ومن صدق لله في توبته ..
تحول بعدها إلى جندي من جنود هذا الدين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ..
ويحمل همَّ الإسلام ..
الحمد اللهـ الــذي أإسكــن عبــأإدهـ هذهـ الدأإر وجعلهــأإ لهــم منــزلــهـ سفــر من الأسفــأإر وجعــل الدأإر الآخــررهـ هــي دأإر القرأإر
فسبحـأإن مـن يخلـق ما يشــأإء ويختــأإر ويرفــق بعبــأإدهـ الأبرأإر فــي جميــع الأقطــأإر وسبــق رحمتــهـ بعبادهـ غضبهـ وهو الرحيــم الغفــأإر
أحمدهـ على نعمــهـ الغزأإر وأشكرهـ وفضلهـ على من شكــر مدرأإر وأشهــد أإن لا إلهـ إلا اللهـ وحدهـ لا شريــك لهـ الواحــد القهــأإر
وأشهد أإن محمــداً عبدهـ ورسولهـ النبــي المختــأإر ..الرســـول المبعـــوث بالتبشيــر والإنذأإر صلى اللهـ عليهـ وسلم صلاهـ تتجدد بركاتهــأإ بالعشـي والأبكــأإر ..
إأما بعــــد :
فهذهـ رسالــهـ ،، رسالــهـ .. إلى القابضــأإت على الجمـــــــــر ..
رسالــهـ .. إلى أإأولئـــــــك الفتيـأإأت الصالحــات .. والنســأإء التقيــأإت ..
حديــثٌ .. إلى اللاتـــي شرفهـــن الله بطاعتــــهـ وأذاقهــن طعــم محبّتــهـ ..
إلى حفيدأإت خديجــهـ وفاطمــهـ وأخوأإت حفصــهـ وعائشــهـ ..
هذه أحاسيـــس أبثهــأإ إلــى من جعـــلن قدوتهـــن إأمهـــأإت المؤمنيـــن ..
وغــأإيتهــن رضــأإ رب العالميــــــــن ..إلى اللاتــي طالمــأإ دعتهـــن نفوسهـــن إلى الوقـــوع في الشهـــوأإت ..
ومشاهدهـ المحرمـأإت وسمـأإع المعــأإزف والأغنيـــــــــأإت ..
فتركــن ذلكـ ولم يلتفتن إليــهـ مع قدرتهــن عليهـ .. خوفــاً من يـــوم تتقلــب فيــهـ القلــــوب والأبصــأإر ..
هذهـ وصايـأإ إلى الفتيـــات العفيفـــأإت والنسـأإء المباركــأإت اللاتــي يأمـــرن بالمعـــروف وينهيــــن عن المنكــر ويصبــرن عـلى ما يصيبهـــن ..
هذهـ همســأإت إلى حبيبــهـ الرحمـــن التـــي لم تجعـــل همهــأإ في القنــوأإت ومتابعــهـ آخـــر الموضــأإت وتقليــب المجــلات وإنمــأإ جعلــت الهمـــوم همـــاً وأإحداً هو هــم الآخـــررهـ ..
هذهـ رسالــهـ إلى تلكـ المؤمنــهـ العفيفــهـ التي كلمــأإ كشـــر الفســأإد حولهـأإ عـن أنيـأإبــهـ رفعــت بصرهـأإ إلى السمــأإء وقـأإلت : اللهـم يا مقلـب القلـــووب ثبـت قلــبي على دينــك ..
هذهـ رسالـهـ إلى القابضــأإت على الجمــر اللاتـــي قال فيهـن النبي صلى اللـهـ عليهـ وسلــم : ( يأتي علــى
النـأإس زمـأإن يكــون فيهـ القأإبض على دينــهـ كالقابض على الجمــــر ) ..
رسالــهـ إلى المرأإأءهـ الصالحــهـ التقيــهـ التي قدمــت محبــهـ اللهـ وأوامــررهـ على تقليــد فلانـهـ أو فلانـهـ فأصبحــت غريبــهـ بين النســأإء بسبـب صلاحهــأإ وفسـأإدهن وقد قال النبي صلى اللـهـ عليهـ وسلم لهــأإ فيمـأإ رواهـ ابن ماجــهـ والدأإرمي : " إن الإســـــــلام بدأ غريبــاً وسيعــود غريبــاً كمـأإ بدأ فطوبــى للغربــأإء "
قيــل : ومن الغربــأإء يا رسول اللهـ ؟ قال " الذيــن يصلحـــون إذا فســد النـأإس " ..
هذهـ كلمــأإت إلى القابضـأإت على الجمــر لأذكــرهن بأخبـأإر من تقدمهــن إلى طريــق الجنــهـ ممن تركــن لــذهـ الحيــأإهـ وحملــن همَّ الديــن .. حتــى ضاعــف اللـهـ لهــن الحسنـأإت وكفر السيئــأإأإت ورفـع الدرجــأإت حتى سبقـــن كثيــــــراً من الرجـــأإأل ..
أإول تلكـ القابضـأإت على الجمــــر ،،
هي تلك المرأة الصالحة التي كانت تعيش هي وزوجها في ظل ملكـ فرعون زوجها مقــرب من فرعون وهي خادمـهـ ومربيــهـ لبنـأإت فرعون
فمن اللهـ عليهمــأإ بالإيمــأإن فلم يلبــث زوجهــأإ أإن علـم فرعـــون بإيمانهـ فقتلهـ فــلم تــزل
الزوجهـ تعمل في بيــت فرعــوون تمشــط بنـأإت فرعون وتنفق على أولادهــأإ الخمســهـ تطعمهــم كما تطعم الطيـــر أفراخهــأإ ..
فبينمــأإ هي تمشــط ابنـهـ فرعــون يوماً إذ وقــع المشــط من يدها ..
فقالت : بســم الله فقالت أإبنـهـ فرعون : الله ،، أبي ؟
فصـأإحت الماشطــهـ بابنـهـ فرعون : كلا .. بل اللهـ ربــي وربُّكـ وربُّ أبيكـ ..
فتعجبــت البنــت أن يُعبـــد غيــر أبيهــأإ..
ثم أخبرت أباها بذلكـ .. فعجب أن يوجد في قصرهـ من يعبد غيرهـ ..
فدعـأإ بهـأإ.. وقال لهـأإ : من ربكـ ؟
قالت : ربي وربك اللهـ ..
فأمرهـأإ بالرجــوع عن دينهـأإ وحبسهـأإ وضربهـأإ فلم ترجــع عن دينهـأإ .. فأمر فرعــون
بــقدر من نحـــاس فملئــت بالزيــت ثم أحمــي حتــى غـــــــــــلا ..
وأوقفهـأإ أمام القــدر فلما رأت العــذاب أيقنــت أنمـأإ هي نفــس وأإحــدهـ تخــرج وتلقــى اللهـ
تعالى
فعلــم فرعــون أن أحب النـأإس أولادها الخمسـهـ الأيتـأإم الذين تكــدح لهم ..
وتطعمهــم .. فأرأإد أن يزيد في عذابهـأإ فأحضر الأطفال الخمسـهـ تدور أعينـهم .. ولا
يدرون إلى أين يسـأإقون ..
فلمـأإ رأوا أمهم تعلقــوا بها يبكــون فانكبــت عليهم تقبلهــم وتشمهــم وتبكــي وأخذت
أصغــرهم وضمته إلى صــدرها وألقمتهـ ثديهــأإ
فلما رأى فرعــون هذا المنظــر أمر بأكبـــرهم فجرهـ الجنــود ودفعوهـ إلى الزيـت المغلــي
والغلام يصيــح بأمـهـ ويستغيـث ويسترحـم الجنـــود ويتوســل إلى فرعــون ويحاول
الفكاكـ والهــرب ..
وينـأإدي إخوتهـ الصغـأإر .. ويضـرب الجنــود بيديهـ الصغيــرتين وهم يصفعونهـ ويدفعونهـ
وأمهـ تنظر إليهـ وتودّعهـ ..
فما هي إلا لحظــأإت حتى ألقي الصغيــر في الزيــت والأم تبكـي وتنظــر وإخوتهـ
يغطــون أعينهــم بأيديهــم الصغيرهـ حتى إذا ذأإب لحمـهـ من على جسمـهـ النحيـــل وطفحــت
عظامهـ بيضــأإء فـــوق الزيت نظر إليهـأإ فرعـــووون وأمرهـأإ بالكفـــر باللهـ فأبــت عليهـ ذلكـ ..
فغضــب فرعــون وأمر بولـــدها الثـأإني فسحــب مــن عنــد أمــهـ وهو يبكــي ويستغيث فما هــي
إلا لحظـأإت حتــى ألقــي فــي الزيــت وهي تنظر إليــهـ حتــى طفحــت عظامهـ بيضاء وأإختلطت بعظام أخيهـ والأم ثابتـــهـ على دينهــأإ موقنـهـ بلقـأإء ربهــأإ....................